خارجيات

المستوطنات الإسرائيلية.. اختبار لموقف أمريكا قبل زيارة بايدن

على بعد خطوات من مجموعة خيام وأكواخ فلسطينية في شمال غور الأردن في الضفة الغربية المحتلة تعمل شاحنات بكامل طاقتها تحضيرا لبناء مدرسة لمستوطنين إسرائيليين.

ويقول زوهر زرور (32 عاما)، وهو من سكان مستوطنة محولا، إن المستوطنة تحاول التمدد إذ الطلب عليها في تزايد كبير.

وبعيدا عن عيون العامة، تتوسع المستوطنات الإسرائيلية في أنحاء الضفة الغربية المحتلة مما يثير مخاوف الفلسطينيين بخصوص تشريدهم ويشكل اختبارا للمعارضة الأمريكية لمثل هذا البناء قبل زيارة الرئيس جو بايدن هذا الأسبوع.

وقال بايدن، في مقال رأي نشرته صحيفة واشنطن بوست يوم السبت، إن الولايات المتحدة تعيد بناء العلاقات مع الفلسطينيين وتعمل مع الكونجرس لإعادة نحو 500 مليون دولار من التمويل للفلسطينيين. كما تعهدت إدارته بإعادة فتح قنصلية في القدس أغلقها سلفه دونالد ترامب.

لكن ذلك لم يفعل شيئا يُذكر لتلبية المطالب الفلسطينية بدعم الولايات المتحدة لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي المستمر منذ عقود.

وبينما تعبر الإدارة الأمريكية عن معارضة شديدة للتوسع الاستيطاني الإسرائيلي، الذي تقول إنه “يلحق ضررا عميقا باحتمالات حل الدولتين”، فإن بناء المستوطنات يجري على قدم وساق.

وفي غضون ذلك يتوقف البحث عن حل يتضمن دولة فلسطينية مستقلة إلى جانب دولة إسرائيل، والذي تعتبره الولايات المتحدة ودول أخرى أفضل أساس لسلام دائم.

ويقول المزارع الفلسطيني في غور الأردن، صلاح جميل (53 عاما)، إنهم لا يريدون ترك أي فلسطيني في المنطقة ويريدون الاستيلاء على الأرض.

وتعتبر معظم الدول المستوطنات التي بنتها إسرائيل على الأراضي التي احتلتها في حرب عام 1967 بالشرق الأوسط غير قانونية. وتجادل إسرائيل في ذلك وتوطن زهاء 440 ألف إسرائيلي في الضفة الغربية، مشيرة إلى صلات توراتية وتاريخية وسياسية بالمنطقة التي يعيش فيها ثلاثة ملايين فلسطيني تحت الحكم العسكري.

وفي شهر مايو أيار، وافقت الحكومة الإسرائيلية على بناء 4400 منزل جديد للمستوطنين اليهود. ومن المقرر مناقشة خطط التوسع الإضافي للمستوطنات اليهودية، والتي ستقطع فعليا المنطقة التي يأمل الفلسطينيون أن تشكل أساسا لدولتهم المستقبلية، بعد زيارة بايدن.

ولم ترد وزارة الخارجية الأمريكية على الفور على طلب للتعليق بخصوص توسيع المستوطنات في الضفة الغربية.

وأحالت وحدة شؤون الفلسطينيين في السفارة الأمريكية الأسئلة إلى البيت الأبيض.

وقال دافيد الحياني، رئيس مجلس “يشع” المنتهية ولايته، وهو المنظمة الجامعة الرئيسية للمستوطنين، إن الوقت حان كي يقبل الفلسطينيون بعدم قيام دولة فلسطينية.

وأضاف لرويترز “المشروع الاستيطاني انطلق ولا يمكن إيقافه الآن”.

في الوقت الذي تعمق فيه إسرائيل تطبيع العلاقات مع الدول العربية في المنطقة، لا يزال الغموض يلف الموقف فيما يتعلق بالخطوات التي تعتزم الولايات المتحدة اتخاذها لثني حليفتها عن التمادي في ترسيخ الاحتلال.

وقال درور إتكيس من منظمة كرم نابوت، التي تراقب السياسة الإسرائيلية في الضفة الغربية، إن زيارة بايدن المرتقبة “يمكن أن يكون لها تأثير على حجم الضجيج الذي تُصدره إسرائيل حول التوسع الاستيطاني لكن ليس على البناء (الاستيطاني) نفسه”. وأضاف أن “النظام السياسي بأكمله (في إسرائيل) في حالة تعبئة لحماية المشروع الاستيطاني”.

يعود تاريخ أولى المستوطنات في غور الأردن إلى الفترة التي أعقبت حرب 1967 مباشرة. وتتميز الأرض في هذه المنطقة بالخصوبة وتنتشر فيها البساتين ومزارع التمور على الحدود مع الأردن، وقد اعتبرها المخططون الإسرائيليون مفتاحا لإنشاء منطقة دفاعية عازلة على مسافة مريحة شرقي القدس.

ومن بين هذه المستوطنات “ميحولا” التي تم بناؤها في أواخر الستينيات على أرض مملوكة للفلسطينيين بموافقة الحكومة الإسرائيلية.

تتعارض مظاهر الحماية العسكرية والطرق والبنية التحتية من المياه والكهرباء في المستوطنات بشكل صارخ مع الظروف والأوضاع السائدة في القرى الفلسطينية المجاورة.

لكن إسرائيل ترفض بشدة اتهامات الجماعات الحقوقية الدولية والمحلية بأن المشروع الاستيطاني أفرز نظاما للفصل العنصري.

وتُظهر البيانات التي جمعتها السلطات الإسرائيلية اتجاها لتوسيع الوجود الإسرائيلي.

وفي المنطقة التي تسيطر عليها إسرائيل بشكل كامل في الضفة الغربية حيث تقع معظم المستوطنات اليهودية، وهي المنطقة التي يُشار إليها بالمنطقة (ج) بموجب اتفاقيات أوسلو للسلام في التسعينيات، تمت الموافقة على 33 تصريح بناء فقط للفلسطينيين في السنوات الخمس الأخيرة، حسبما قال نائب وزير الدفاع الإسرائيلي ألون شوستر في اجتماع للكنيست بكامل هيئته في فبراير شباط.

خلال هذه المدة الزمنية، تم البدء في أكثر من 9600 وحدة سكنية للمستوطنين الإسرائيليين في الضفة الغربية، بحسب مكتب الإحصاء المركزي الإسرائيلي.

وقال الفلسطيني محمود بشارات (40 عاما) إنه لا يتوقع شيئا من زيارة بايدن. ومع ذلك، قال لرويترز إنه يأمل في أن تتخذ الإدارة الأمريكية إجراءات أقوى لوقف النشاط الاستيطاني الإسرائيلي والكف عن “نزع الملكية من الفلسطينيين”.

وأضاف أنهم يعيشون في هذه الأرض قبل عام 1967 وأقل القليل هو حماية حقوقهم.

المصدر :رويترز

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى