أي صورة يعطيها “الحزب” عن لبنان؟
كتبت “المركزية”:
في وقت تحدث مرشد الجمهورية الاسلامية علي خامنئي امس عن “نماذج مشرقة للمقاومة في لبنان والعراق واليمن وبعض المناطق الأخرى”، كان احد الضالعين في غسل الاموال لصالح حزب الله يوقّف في الباراغواي. وقد تسلمت الولايات المتحدة، الجمعة، لبنانيا اعتقلته الباراغواي حين فككت في آب الماضي شبكة دولية أسسها لغسيل الأموال في دول بأربع قارات، واشتبهت أيضا في علاقته بحزب الله، هو الخمسيني العمر قاسم محمد حجازي، المقيم وقتها في البرازيل الحاصل على جنسيتها.
محاميه، إدواردو كازناف، أخبر أمس موقع صحيفة Última Hora الصادرة في الباراغواي، أن حجازي الذي هاجر إلى البرازيل من قرية “قبريخا” البعيدة في محافظة النبطية بالجنوب اللبناني 105 كيلومترات عن بيروت “كان المفترض تسليمه في حزيران الماضي إلى الولايات المتحدة، إلا أنه أراد ترتيب بعض الوثائق حتى يتمكن من المغادرة الجمعة” كما قال. وكانت الباراغواي اعتقلته، أثناء خروجه من طائرته الخاصة في مطار مدينة يفصلها عن البرازيل جسر يمر فوق نهر متوسط الغزارة، هي Ciudad del Este أو “مدينة الشرق” الواقعة بمنطقة حدود مثلثة.
وكان “مكتب مراقبة الأصول الأجنبية” التابع لوزارة الخزانة الأميركية، أدرج ما أسسه حجازي من شبكات فساد وتبييض أموال في الباراغواي، ضمن “مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان” وفق بيان أصدرته الوزارة، وقالت فيه إنها فرضت عقوبات عليه وعلى اثنين آخرين، إضافة إلى 5 كيانات مرتبطة بهم “لدورهم بإفساد الباراغواي” وقيامهم بنشاط غير مشروع وإرهابي، شمل غسل الأموال عبر منظمة نشطت من منطقة الحدود المثلثة بغسل مئات الملايين من الدولارات، حيث أقام علاقات مع سياسيين وضباط شرطة ومدّعين عامين ووكلاء صرافة، وفروا له دعما سمح له بالعمل منذ 2018 على الأقل.
كما شرح البيان أن حجازي الذي أقام علاقات مع مسؤولين بحزب الله، ويملك عددا من شركات “الأوفشور” في دول بأميركا الجنوبية والشرق الأوسط وإفريقيا وأوروبا “استخدم شركات، منها Espana Informatica للاستيراد والتصدير بإسبانيا، كان يديرها قريب له اسمه خليل أحمد حجازي، وتخصصت باستيراد البضائع من الولايات المتحدة، ثم نقل أرباحها إلى الولايات المتحدة والصين وهونغ كونغ ولبنان ومواقع أخرى. كما استخدمها للتنسيق مع بائعين في الولايات المتحدة والصين لاستيراد معدات إلكترونية إلى الباراغواي، باستخدام وكلاء آخرين لتجنب دفع ضرائب وبهدف غسل الأموال بحيث ترتدي حلة الشرعية”.
انطلاقا من هذه المعطيات، تسأل مصادر سياسية معارضة عبر “المركزية”: اي نموذج “مشرق” يقدّمه حزب الله عن المقاومة أوّلا، وأي صورة يعطيها عن لبنان في عيون المجتمع الدولي، ثانيا؟ وهنا، تسأل ايضا عن هذه الاعمال وعلاقتها بالشرع والدين، اللذين يرفع حزب الله لواءهما عاليا في بيئته، وتأسف لكون مناطقه باتت، بشهادة أهلها قبل سواهم، مربعاتٍ امنية يزدهر فيها بيعُ الممنوعات والمخدرات واعمالُ السرقة. وعندما يتدخّل الجيش اللبناني لتوقيف مطلوبين، يقرر الحزب وضعَ خطوط حمراء له، في واقعٍ يؤكد ان الحزب يغطّي، في شكل او في آخر، مصانع صناعة الكبتاغون والمخدرات، التي تُصدّر وتهرّب الى الدول الخليجية، والتي تسببت في تعميق العزلة الخليجية للبنان.. فهل تمويل الحزب نفسَه، بهذه الاساليب والاعمال غير الشرعية وغير القانونية، خاصة فيما بيئته تجوع، حلالٌ، ويعطي فعلا صورةً مشرقة عن المقاومة؟