ما هي تداعيات الحصار الروسي على الحبوب على “البلدان الفقيرة”؟ “من بينها لبنان”
أدت الأزمة الاقتصادية الطاحنة في لبنان إلى ارتفاع نسبة التضخم على مدى السنوات الثلاث الماضية، وأدى الانفجار الضخم في مرفأ بيروت في عام 2020 إلى تدمير أكبر صوامع الحبوب في البلاد، مما أعاق قدرتها على تخزين القمح.
وبحسب شبكة “الجزيرة” القطرية، “أدى الحصار الروسي الصارم للبحر الأسود الان في ظل الحرب المندلعة في أوكرانيا – حيث يستورد لبنان أكثر من 60 في المائة من قمحه – إلى تعميق أزمة الغذاء في الدولة الشرق أوسطية. وحذر الخبراء من أن إغلاق البوابة البحرية الرئيسية لأوكرانيا إلى العالم من شأنه أن يحول الصراع في لبنان إلى مثال لما قد تواجهه العديد من الدول المستوردة للقمح قريبًا. واتهمت موسكو كييف بزرع الألغام في المياه خارج موانئها لردع الهجمات البرمائية، بينما ألقت أوكرانيا بدورها الاتهامات عينها على روسيا. بهدف الحد من وصول أوكرانيا إلى البحر الأسود، أوقفت روسيا أيضًا سفنًا حربية خارج الموانئ التي لا تزال تحت سيطرة الحكومة في كييف. والنتيجة: بحلول منتصف أيار، علق ما يقارب 20 مليون طن من الحبوب في أوكرانيا، خامس أكبر مصدر للقمح في العالم. وقام الاتحاد الأوروبي بتأمين “طرق تضامن” بديلة عبر اليابسة، لكن المحللين يقولون إن من شأن هذه الطرق تعويض جزء بسيط من الكميات الهائلة التي كانت ستنقل عبر البحر الأسود. في غضون ذلك، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن كمية الحبوب المتراكمة في أوكرانيا ستصل إلى 75 مليون طن بحلول فصل الخريف، على الرغم من تحذيرات الأمم المتحدة من أن 49 مليون شخص حول العالم قد يواجهون ظروفًا شبيهة بالمجاعة هذا العام. قال ديفيد لابورد، الباحث البارز في المعهد الدولي لبحوث السياسات الغذائية ومقره واشنطن، للشبكة، “إذا استمر الحصار، فسيكون العالم في وضع حرج للغاية في ما يتعلق بالأمن الغذائي”. تماماً كما لبنان، تعتمد الصومال على أوكرانيا للحصول على الجزء الأكبر من قمحها. لكن في ظل معاناة روسيا، أكبر مصدر للقمح في العالم، أيضًا من أجل تصدير الحبوب بسبب العقوبات التي تواجهها، فإن العديد من الدول التي تعتمد على عمالقة أوراسيا في السلع الأساسية معرضة أيضًا للجوع، وفقًا للمحللين. وقد تشمل بنين ومصر ولاوس والسودان وجمهورية الكونغو الديمقراطية والسنغال وتنزانيا”.
وبحسب الشبكة، “أشارت روسيا إلى أنها تريد تخفيف العقوبات من أجل رفع الحصار عن البحر الأسود. كما جادلت بأن العقوبات، التي تجعل تكاليف التأمين على السفن باهظة، تضر بقدرة روسيا على تصدير قمحها، مما يحد من الإمدادات العالمية. في غضون ذلك، اتهمت كييف موسكو بسرقة الحبوب الأوكرانية من الأراضي الخاضعة لسيطرتها. قال فولكنر: “روسيا تستخدم الغذاء كسلاح”. ورفضت الولايات المتحدة وأوروبا حتى الآن مطالب روسيا بتخفيف العقوبات. ولكن مع عدم توفر الكثير من الحبوب في أوكرانيا في المستقبل المنظور، فإن العالم على بعد خطوة من النقص الكارثي في الغذاء الذي لن يقتصر على مناطق معدودة، وفقًا للخبراء. والهند التي حظرت تصدير القمح بعد محصول ضعيف تُعد من أكبر مصدري الأرز في العالم تليها تايلاند وفيتنام. قال لابورد: “إذا كانت هناك رياح موسمية سيئة في الهند أو إعصار دمر المحاصيل في جنوب شرق آسيا، فنحن في ورطة عميقة، وما من شيء نلجأ له في ظل هذا الوضع الصعب”. قال كوشال إن حسابات روسيا قد تكون أبسط. كما أن البلدان الأكثر اعتمادًا على القمح الأوكراني تعيش تقلبات سياسية. كلما استمر الحصار لفترة أطول، يمكن أن يؤدي نقص الغذاء المتفاقم في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا إلى اندلاع أزمة هجرة جديدة تؤثر بشكل مباشر على دول البحر الأبيض المتوسط في أوروبا. وأضاف: “هذا يمكن أن يجعل بعض الدول ترغب في وقف الحرب بأي ثمن. سيختبر هذا وحدة أوروبا، وهو بالضبط ما تريده موسكو”.”