لبنان لم يلتزم بعد بتعهداته عربياً؟
جاء في “المركزية”:
في جولة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، على العواصم العربية، حضر الملف اللبناني في أكثر من محطة.
فقد تطرق البيان المشترك الصادر عن الأردن والسعودية في ختام زيارة بن سلمان لعمّان، الى الوضع اللبناني، اذ اكد “أهمية الحفاظ على الأمن والاستقرار وضرورة دعم لبنان وشعبه الشقيق، والعمل على مساعدته في التصدي للتحديات التي يواجهها، وأهمية إجراء إصلاحات شاملة تكفل تجاوز لبنان لأزمته الحالية، وضرورة حصر السلاح في مؤسسات الدولة الشرعية، والتزام حزب الله عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية ووقف كل الممارسات التي تهدد أمنها”.
اما في ختام زيارة بن سلمان لمصر، فأكدت القاهرة والرياض “حرصهما على أمن واستقرار ووحدة الأراضي اللبنانية”. وشدد الجانبان على “أهمية مواصلة جهود الحفاظ على عروبة لبنان وأمنه واستقراره ودعم الإصلاحات فيه لتجاوز أزمته وألا يكون منطلقا لأي أعمال إرهابية، وحاضنة للتنظيمات والجماعات الإرهابية التي تزعزع أمن واستقرار المنطقة، وألا يكون مصدراً أو معبراً لتهريب المخدرات”.
الثوابت العربية والخليجية في التعاطي مع لبنان لا تزال هي نفسها اذا، وفق ما تقول مصادر سياسية مطّلعة لـ”المركزية”. واذا دلت المواقف التي حملتها بيانات بن سلمان والقادة العرب على شيء، فعلى ان اي تغيير فعلي وحقيقي، لم يطرأ بعد على سلوك الدولة اللبنانية، لا امنيا ولا سياديا ولا اقتصاديا، وإن كانت بعض التوقيفات لشُحن كبتاغون متجهة من لبنان الى الخليج، تم تسجيلها في الاشهر الماضية.
فلو كان لبنان نجح في رفع التحديات اكان اصلاحيا او على صعيد مواجهة “الدويلة” وسلاحها وتوسّعها عسكريا في المنطقة، لكانت بيانات جولة بن سلمان حملت اشادة بالإنجازات المحققة لا تذكيرا بها.
انطلاقا من هنا، على لبنان من خلال حكومته الجديدة التي يفترض ان تتشكل قريبا، ان يقرأ بتمعّن المواقف العربية والخليجية اذا هو اراد الفوز بدعم هذه العواصم لإخراج البلاد من أزماتها المعيشية والاقتصادية والمالية..
لكن على الارجح، لن تلقى النداءات الخارجية اي آذان صاغية في الداخل، والوضع اللبناني سيبقى يراوح سلبا في الفترة المقبلة، بما ان خيار عدم التأليف مرجّح، او في افضل الاحوال سيعاد تأليف حكومة تشبه كثيرا تلك الموجودة اليوم، بما ان رئيسها وصل الى السراي بقاطرة الثنائي الشيعي وباصوات حزب الله في شكل خاص.. اما التغيير، فقد يحصل اذا عرفت القوى المعارضة للمنظومة ايصال مرشّح غير خاضع للحزب، الى قصر بعبدا، تختم المصادر.
المصدر: وكالة الانباء المركزية