من الصحافة

خفة في التعاطي مع التكليف والتأليف: العين على الرئاسة

جاء في “المركزية”:

تشتُت وضبابية قل نظيرهما يطبعان الاستشارات النيابية للمرة الاولى في تاريخ استشارات التكليف التي تشهدها البلاد منذ عقود. هذه السمات ليست الا نتيجة لامبالاة القوى السياسية بالاستحقاق وعدم مقاربتها اياه بالجدية اللازمة، وذلك لادراكها ان لا تأليف ولا تغيير جديا يمكن ان تحمله اي حكومة ستشكَّل في آخر اشهر من عمر عهد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، بحسب ما تقول مصادر سياسية مطّلعة لـ”المركزية”.

من هنا، ايُ اتصالات فعلية او ضغوط فعلية لم تُمارس من قِبل اللاعبين الذين عادة ما يتدخلون لدى حلفائهم لرص صفهم قبيل المحطات الدستورية المفصلية، وهذا ما فعله حزب الله مثلا ابان انتخابات رئاسة مجلس النواب منذ اسابيع. لكن الضاحية أحجمت هذه المرة عن التواصل بقوة مع ميرنا الشالوحي، بما انها لا تعتبر التكليف او التأليف مصيريّين اليوم، وتفضّل في الواقع استمرارَ القديم على قدمه في مجلس الوزراء، خاصة وأن عمر الحكومة العتيدة لن يتجاوز أشهرا، واذا فعل، فلا بأس، بما ان الحزب يمسك بـ”معا للانقاذ” جيدا.. عليه، حاول الحزبُ اقناع رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل بتسمية الرئيس نجيب ميقاتي، ولكن من دون كبير اصرار.. ولما لم يقتنع، تركته يتصرف “على راحتو”.

اما في الصفوف المقابلة، فإن الاستخفاف بالاستحقاق بدا ايضا واضحا. النواب السنّة والقيادات السنية ايضا، لم يتحرّكا كما يجب لطرح اسم او سلّة اسماء.. النواب التغييريون لم يتفقوا على مرشح، والقوات اللبنانية لم تر في ايّ من الشخصين المطروحين ميقاتي او نواف سلام، المواصفات التي تطلبها لدعمه.. على اي حال، كانت معراب الاكثر صراحة وكشفت عن الاسباب الحقيقية لامتناعها عن التسمية، بغضّ النظر عما اذا كان إحجام تكتل بحجم تكتلها هو الاكبر في مجلس النواب عن التسمية، صائبا ام لا. اذ قال رئيس القوات سمير جعجع امس “طالما الرئيس ميشال عون موجود في بعبدا لن يسمح لأي احد بالعمل، وبالتالي كل هذه الاعتبارات حالت دون توجه “القوات” للتسمية”. وأضاف: قناعتنا بأنه لن تتشكل حكومة جديدة في وجود الرئيس عون او ستتألف حكومة مُعتَورة، وفي الحالتين لن نشارك فيها. واتمنى من رئيس المجلس النيابي والمعنيين، فور انتهاء ولاية عون، تحديد جلسات لانتخاب رئيس جديد للجمهورية في بداية المهلة الدستورية اي في اوائل ايلول للتوجه الى عهد جديد ومعه حكومة جديدة، وعندها لكل حادث حديث”.

اي من الاطراف لم يعر اذا التكليف، الاهتمامَ المطلوب ويفضّل الجميع ابقاء الوضع الحكومي على حاله، حتى نهاية عهد عون. وعليه، بات التأليف على الارجح، بعيد المنال، الا اذا كان ميقاتي سيعيد تقديم التركيبة ذاتها الى عون مع بعض التعديلات التي يُجمع عليها اهل المنظومة، تختم المصادر.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى