هل يقطع “العونيّون” قالب الحلوى في بنشعّي؟
كتب شادي هيلانة في “أخبار اليوم”:
من ابرز ما اسفرت عنه الإنتخابات النيابية انّها ادخلت الى المجلس نوّاباً معارضين تغييريين بهذا العدد، وفي المقابل لعل “المصيبة الاكبر” انّها جمعت خصمين لدودين “التيّار الوطني الحر” و”حركة أمل” لتسيير اللعبة السياسيّة في المؤسسات الدستورية على حساب القوى الاخرى، بعد خلاف مُستعر استمر طيلة عهد الرئيس ميشال عون بشأن عدة ملفات حكومية.
الى ذلك، يقول المراقبون السياسيون، انّ رفع السقف بالشكل النافر قبل الإنتخابات خصوصاً من رئيس التيّار النائب جبران باسيل، يؤشر الى وجود قواعد لعبة جديدة للجنوح الى حدّ التطرف في مواقفه بعد استشعاره خروج خيوط اللعبة الداخلية من يده، الامر الذي قد يدفعه الى اتخاذ بعض الخيارات حماية لمصالحهم في ابرام عدّة اتفاقات او تفاهمات مع قوى لطالما عارضها واتهمها بالفساد او التعطيل.
ومن الجانب الآخر، تشير المعلومات الى انّ “اتفاق بنشعي” المفترض انّ يسير على قدمٍ وساق، فالإتصالات التي يقوم بها نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب ستفضي حتماً إلى توافق على صيغة تقوم على قواسم مشتركة بين البرتقاليين وتيّار المردة، ويتوقع مصدر مطلع اننّا قد نرى نخب ميرنا الشالوحي في بنشعي مع قطع قالب الحلوى شبيه بتجربة “معراب”، وذلك بعد المؤشرات التي مررها باسيل في اطلالته الاخيرة موجها الكلام المعسول والغزل الى زعيم المردة سليمان فرنجية بوصفِه بالأصيل.
وبصرف النظر عما ستؤدي اليه مصالحة “زعيمين مارونيين يتنافسان على رئاسة الجمهورية”، يُعلق مرجع سياسي بارز بالقول: انّ الثابت، بعد اتفاق بنشعي المنتظر، ستكون كلمة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الفاصلة في هذا الاستحقاق، معتبراً في تصريحه لِوكالة “اخبار اليوم”، “المونة” الكبيرة لِنصرالله على فرنجيه وباسيل اللذين يصوبان سوية على قصر بعبدا، قد تساهم في ان يقيم احدهما فيه بعد 31 تشرين الاول المقبل.
في غضون ذلك، تشير مصادر مطلعة عبر”اخبار اليوم”، الى انّ باسيل لا يزال يقوم بإتصالاته لضم نواب كطوني فرنجيّة وويليام طوق الى تكتّل “لبنان القوي” وربما النائب فريد الخازن الذي كان قد صوت لِـ”بو صعب” في انتخابات نيابة رئيس المجلس والاجتماع به لاحقاً، وبالتالي يسعى باسيل قبل موعد الاستشارات النيابيّة الملزمة لتسميّة رئيسٍ جديدٍ للحكومة- ما سيزيد من فِرص فرض شروطه الوزاريّة- المطالبة بـ”الثلث المعطّل” التي ستكون نقطة إضافيّة كبيرة لهُ حكوميّاً ، مما سيرفع ايضاً تمثيل تيار “المردة” وربما مشاركته بوزيرين، بدلاً من وزير واحد.