“ميني ثورة” ضدّ مافيات المولّدات.. وفوضى التسعير
كتب محمد دهشة في “نداء الوطن”:
بما يشبه «ميني ثورة»، أطلق صيداويون صرخة احتجاج ضد فوضى تسعيرة الاشتراكات بالمولدات الخاصة وجشع بعض أصحابها، وفتحت الجراح على مآس جديدة مع مواطنين يعيشون تحت خط الفقر ومرضى لا قدرة لديهم على دفع الرسوم، حيث أتلفت الأدوية التي اشتروها بشق النفس والمال وسط شحها وفقدانها وغلائها.
زبيدة عبد السلام ابو طبلة، التي شاركت في وقفة عشرات المحتجين ضد ارتفاع تسعيرة اشتراكات المولدات الخاصة في باحة بلدية صيدا، صارخة بأعلى صوتها وهي تروي وجعها مع مرض السكري وترفع علب أدويتها التي فسدت، قالت لـ»نداء الوطن»: «صاحب الاشتراك قطع الكهرباء عن المنزل، يريد مليوناً ونصف مليون ليرة على 2 أمبير ونصف، فأُتلِفَت حقن «الأنسولين» الثلاث في البراد، خسارتي كبيرة وتفوق المليون وربع المليون ليرة لأنه لم يرحم ضعفي ومرضي، إنه الجشع بعينه».وصرخة ابو طبلة لم تكن الوحيدة، إذ شاطرها «ابو نادر» الهبش معاناتها صارخاً بصوته القوي المتهدج قائلاً لـ»نداء الوطن»، «فليرحمونا، سنموت من الجوع والفقر، ونطالب الاجهزة الرقابية والامنية والبلدية منع هؤلاء من الطمع في الربح، ويجب عليهم منعهم من استخدام أعمدة الدولة والشبكة العامة لمدّ كابلاتهم الخاصة».
وفيما اكد البحري احمد شعبان «ان المطلوب تأمين الكهرباء، فمياه الانهار تتدفق الى البحر والدولة غائبة عن إنتاج الطاقة، انه الاهمال والتقصير في سبيل جني الثروات انهم مافيات»، قال الناشط محمد نجم «نريد الالتزام بتسعيرة الدولة من دون اي اضافة، ووقف الفاسدين عند حدهم وعدم استغلال الناس في أزماتهم. الذين يسرقوننا ويأكلون حقنا وحقوق أولادنا، يجب تحرير محاضر بحقهم ومصادرة مولداتهم فوراً، إذا لم يلتزموا».أجواء الاجتماع داخل البلدية الذي دعا إليه رئيسها محمد السعودي مع اصحاب المولدات ومشاركة النائبين اسامة سعد والدكتور عبدالرحمن البزري ومسؤول «الجماعة الاسلامية» بسام حمود وممثل النائبة السابقة بهية الحريري رئيس جمعية تجار صيدا وضواحيها علي الشريف ومنسق تيار «المستقبل» مازن حشيشو، لم تكن أفضل حالاً، سادها التوتر والاعتراض.
وأوضح سعد، في نهاية الاجتماع: «ابلغناهم بوضوح وقف الجباية وعدم قطع الاشتراكات عن المواطنين حتى الوصول الى تفاهم»، مشدداً على «ضرورة التزام أصحاب المولدات بتسعيرة وزارة الاقتصاد، علماً انها مجحفة بحق الناس ولا قدرة لديهم أو طاقة على تحملها، واذا كان هناك اي مشكلة في التسعيرة يجب معالجتها معها وأدعو المواطنين الى الوقوف صفاً واحداً بوجه اي ظلم قد يلحق بهم».
بدوره، أكد البزري «اننا مضطرون للحفاظ على هذا القطاع ولكن يجب تنظيمه لاننا لا نريد الذهاب الى فوضى، ويجب أن تؤخذ في الاعتبار أوضاع الناس الاقتصادية والمعيشية والحياتية، معظمهم تحت خط الفقر وفي كل الاحوال تعتبر التسعيرة مجحفة وخاصة لذوي الدخل المحدود»، مشيراً الى «ان أصحاب المولدات سيقدمون الى البلدية اقتراحات لكيفية معالجة الموضوع وعلى ضوئها سيتخذ القرار النهائي».
أما منسق «المستقبل» حشيشو فدعا الى الالتزام بتسعيرة وزارة الطاقة والتشدد بالرقابة وضبط المخالفات «لأنه من غير المقبول أن يرزح المواطن الصيداوي تحت وطأة جشع بعض أصحاب المولدات في ظل أوضاع معيشية صعبة، ومؤكداً على مقررات اجتماع بلدية صيدا ولا سيما في ما يتعلق باعتماد مبدأ الشطور في التسعير».
واستباقاً لأزمة أخرى في الخبز، وبعدما تبلغت الحريري من نقيب أصحاب الأفران في الجنوب زكريا العربي نفاد مخزون الأفران من الطحين، اتصلت بمديرعام وزارة الاقتصاد محمد أبو حيدر من اجل تأمين الطحين للمدينة، فوعدها بتسليم كمية من الطحين المدعوم لأفران صيدا.