التحركات الاحتجاجية “لم تنضج بعد”… والثورة “راجعة”؟
كتب محمد دهشة في “نداء الوطن”:
يتدحرج الغضب الشعبي في صيدا بخطوات ثابتة، احتجاجاً على ارتفاع سعر صرف الدولار الاميركي والغلاء، لكنه لم يرقَ بعد للعودة الى الساحات والنزول الى الشوارع كتعبير عن بدء الانفجار الاجتماعي الكبير، في ظلال الحديث عن إنسداد الافق السياسي في تشكيل حكومة جديدة قريباً، ما يؤشر الى مخاوف من فوضى على امتداد الساحة اللبنانية.
ويقول الناشط في حراك صيدا علي إبريق لـ»نداء الوطن»: «ان الاوضاع الحياتية والمعيشية المتردية ستدفع الناس الى الشارع طوعاً من دون دعوة او تخطيط من أحد، وهناك مشاورات بين الناشطين لتنظيم احتجاجات لرفع الصوت وقول كفى… لقد وصلنا الى الحضيض والانهيار الكبير، والتحركات الاحتجاجية هذه المرة ستكون حادة بقدر اوجاع الناس ورهانهم على التغيير الحقيقي».
في اوساط الحراك تدور احاديث مختلفة، فالاحتجاجات لن تقتصر على منطقة بعينها من جهة، والتحركات ستختلف عن سابقاتها من جهة أخرى، اذ بات بعد الانتخابات النيابية كتلة من النواب التغييريين والمستقلين يشكلون نواة دعم حقيقي ورافعة لتحقيق المطالب. ويقول ابريق: «نطمح ان يشكل هؤلاء النواب بما يشبه مجلس ادارة لمجموعات الحراك، تتلاقى الضغوط في داخل البرلمان مع خارجه في الشارع لتحقيق ما عجزت عنه الانتفاضة السابقة».
ويؤكد الناشط محمد نجم لـ»نداء الوطن» ان التحركات الاحتجاجية «لم تنضج بعد، سننتظر بضعة ايام واذا لم يتم تنظيمها سنقوم بتحركات رمزية بهدف ايصال رسالة الى كل المسؤولين بأننا نرفض ما يجري من اعدام للشعب اللبناني، وسنثور على الواقع سلمياً».
في صيدا، تتفاقم الازمات الخدماتية، وتضاف الى المشاكل المعيشية التي يعاني منها اللبنانيون بدءاً من أزمة الطحين وفقدان ربطة الخبز واقفال بعض الافران، مروراً بتداعي القطاع الطبي برمته وصولاً الى ارتفاع اسعار المحروقات ناهيك عن الغلاء.
ونزل العشرات من أبناء صيدا القديمة الى شارع رياض الصلح الرئيسي في محلة البوابة الفوقا، وقطعوا الطريق لبعض الوقت رافعين الصوت، وقال علي الجنزوري: «لم نعد قادرين على التحمل، مضت ايام بلا كهرباء او مياه، الى متى سيستمر هذا الحرمان»؟ بينما قال عمر عفارة: «ما نعيش من ضنك لم يعد يحتمل، فالى اين سنصل، بشّرنا بالوصول الى جهنم فاصطدمنا بقعره ولم نعد قادرين على الخروج، ولا حل سوى بالعصيان والثورة مجدداً”.
أما ربيع ابو ياسين فأكد ان «الحيوانات في الدول الراقية تعيش افضل منا، حياتنا بائسة والجوع ينخر بطوننا والفقر يميز جيوبنا، والاكل اصبح من خيرات الارض». واعتبرت ابتسام لطفي ان استقرار الدولار قبل الانتخابات كان وهمياً ووفق اتفاق سياسي ضمني، اليوم يتفلت من قيوده وسيدفع الناس الثمن غالياً ومزيدا من الغلاء وارتفاع الاسعار والجوع والفقر المدقع».
وعلى خط أزمة النفايات، دخلت العمة بهية الحريري الى جانب جهود النائبين اسامة سعد وعبد الرحمن البزري، والتقت مدير معمل معالجة النفايات المنزلية الصلبة احمد السيد واتصلت برئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ووزير البيئة ناصر ياسين ورئيس مجلس الانماء والإعمار نبيل الجسر ورئيس بلدية صيدا محمد السعودي، بهدف إيجاد حل سريع ينهي ازمة تراكم النفايات في المدينة والضواحي، فوعد السيد بأن يعود المعمل ليستقبل النفايات بانتظام وبشكل طبيعي بدءاً من صباح الاثنين المقبل.