اهم الاخبارمحليات

برّي من المسلمات… و3 مرشّحين لـ نائب الرئيس؟

إنتهت الإنتخابات النيابية بسلبياتها وإيجابياتها، ولكن سلبياتها ربما فاقت إيجابياتها لما أرخته تداعياتها من انقسامٍ عامودي بين فئات الشعب اللبناني، ليس بسبب الإستحقاق كمحطة ضرورية لتجديد المسار الديمقراطي في البلد، أو بما أفرزته هذه الإنتخابات من بداية تغيير في المشهد السياسي المُكرّس منذ عقود داخل البرلمان ودخول عنصرٍ جديد على اللعبة السياسية، والذي سيكوّن أولى الخطوات في مسيرة بناء نظام جديد ليس على المدى القريب بالطبع، ولكن أقلّه في خطّ تصاعدي بدءاً من هذا الإستحقاق.والآن بعدما أصبحت الإنتخابات خلفنا، فإن الأنظار تتجه نحو الإستحقاق الذي يليه، والتي بدأت ملامحه باكراً حتى قبل إقفال صناديق الإقتراع مع رفع السقف الخطابي المتعلّق بهذا الإستحقاق وهو انتخاب رئيس المجلس النيابي، والذي بات من شبه المؤكد التجديد للرئيس نبيه بري، لولاية جديدة سابعة لم يسبقه إليها أحدٌ من قبل، في ظلّ عدم ترشّح أي نائبٍ شيعي في وجهه بعد إحكام الثنائي الشيعي، القبض على كافة المقاعد الشيعية في المجلس.ورغم إتجاه عدد من الأحزاب لا سيّما المسيحية ك”القوات والتيّار الوطني الحر”، وعدد من النواب التغييرين لعدم تسميته مع علمها المسبق أنه لن يكون هناك من مرشّح غيره، في إشارة إلى أنها لا تريد تحجيم رئاسة المجلس وربما الهدف، برأي مطّلعين على الأوضاع السياسية، تحجيم دور “حزب الله” أولاً، والثنائي الشيعي ثانياً، في هيمنتهما على مفاصل العمل السياسي في لبنان، لتصبح معها معركة رئاسة المجلس أقرب إلى معركة أحجام اكثر منها معركة الرئاسة تحديداً.

وبما أن إعادة انتخاب الرئيس بري أصبح من المسلّمات، فإن المعركة المستترة هي معركة نائب الرئيس وهو المنصب الذي يعود إلى الطائفة الأرثوذكسية والذي شغله لعقود، النائب إيلي الفرزلي الذي أقصته الإنتخابات الأخيرة عن المشهد كلياً.

وبما أن الطائفة الأرثوذكسية ليست هي من يفرض ممثّلها إلى هذا المنصب، فإن قوى الأمر الواقع التي فرضتها الإنتخابات الأخيرة هي من سيرشّح النائب لهذا المنصب، وبالطبع كلّ فريقٍ سيسوّق لمرشّحه ويشحذ الهمم النيابية ويعقد الصفقات لقبض ممثّله على المقعد.

أمّا من هم أبرز المرشّحين فحتى الآن يسري الحديث عن أسماء نواب وهم:

-إلياس بوصعب مرشّح “التيّار الوطني الحر” واحتمال وصوله إلى المنصب يبدو وافراً، لأنه بالتأكيد سينال موافقة “حزب الله” وفقاً لتفاهم الأخير مع التيّار كما سينال موافقة الرئيس نبيه بري، الذي لا يعتبره من الشخصيات المستفزّة في التيّار الذي أعلن جهارةً أنه لن يجدد للرئيس بري، كما أن بو صعب ليس مستفزاً لـ “القوات”، في حال أرادت المهادنة وتمرير الإستحقاق.
– النائب المنتخب ملحم خلف، وهو مرشّح التغيييرين كما يبدو واضحاً، فإن حظوظه تكمن بحجم دعم المعارضة والتغيير له لكن دون ذلك عقبات منها رفض جبهة الممانعة لهذا الطرح وعدم حماس قواتي لذلك مما يفرض سقوط هذه الفرضية.
– النائب المنتخب ميشال الدويهي، ويبدو أنه سيكون مرشّح “القوات اللبنانية” كما أنه خيار النائب المستقلّ ميشال الضاهر الذي سمّاه إلى هذا المنصب ، وحظوظه قد ترتفع في حال قرر “التغيير” عدم خوض معركة نائب الرئيس ودعم مرشّح “القوات”، لكنه لن يحظى بمباركة الثنائي الشيعي الذي سيردّ على عدم انتخابهم بري، وكذلك لن يحظى برضى “التيّار الوطني الحر” المتنافس مع “القوات” والذي يزكّي بو صعب لهذا المنصب.

ووفق هذه المعطيات يبدو النائب بو صعب أقرب للمنصب من المرشحيّن الآخريّن ، فهل تحدث المفاجآت كما في الإنتخابات ويطلّ وجه آخر على المشهد؟.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى