إنتخابات 2022اهم الاخبارمحليات

قراءة معمقة وتفصيلية وتشريحية للخاسر الأكبر في هذه الانتخابات

خسارة حزب الله في هذه الإنتخابات خسارة كبيرة وقاسية وقاتلة وما بناه في ثلاث عقود خسره في ظرف ١٢ ساعة فقط.
فخسارته للأكثرية النيابية لا يذكر أمام حجم الخسائرة الأخرى .

لطالما كان همّ حزب الله خرق البيئات الاخرى أكثر من همّه بمنع خرقه في بيئته ومناطقه لتوفير الغطاء الوطني له بعد الطائفي .

ومع تعاظم قوته في الأونة الاخيرة وسيطرته على جميع مفاصل الدولة سياسياً وعسكرياً ودوبلوماسياً قرر الحزب ان يصل إلى اقصى ما يستطيع كسبه في بيئته والبيئات الاخرى فوضع قبيل الانتخابات أهداف معلنة سيعمل على تحقيقها في الانتخابات النيابية.

أهداف حزب الله الاستراتيجية المعلنة التي وضعها
-الاكثرية النيابية
-ثلث المجلس النيابي دون التيار الوطني الحر
-الحصول على ٢٧/٢٧ مقعد شيعي

اما عن الأهداف التكتيكية المعلنة
-الحصول على مقعدين ٢/٢ علوي
-الحصول على ٥ مقاعد ٥/٨ دروز
-الحصول على ١٤ مقعد ١٤/٢٧ سني النصف+١
-حصول حلفائه المسيحيين التقليديين على كتلة وازنة
-حصول حليفه المسيحي على اكبر كتلة مسيحية

خسر حزب الله الاهداف الاستراتيجية والتكتيكة كلها عدا هدف حصوله على كافة المقاعد الشيعية .
فخسر الاكثرية النيابية بعد حصوله على ٥٧ مقعد فقط وخسر هدفه بالحصول على ثلث المقاعد دون التيار الحر بعدما حاز على ٣٨ مقعد لا أكثر.

ومن الخسائر الجانبية التي أصابت الحزب في الصميم هي خسارة كل أهدافه التكتيكة كافة .

فبعد خسارته للمقعدين العلويّن خسر كافة المقاعد الدرزية حيث لم يستطيع حلفائه من وئام وهاب في الشوف وأرسلان فيعاليه والاعور في بعبدا والداوود في البقاع الغربي وخير الدين في مرجعيون والجوهري في بيروت ان يحصدوا أي مقعد وبذلك لم يعد لديه أي حليف درزي في المجلس وتكرس خصمه وليد جنبلاط الزعيم الأوحد للدروز.

وبعد خسارته علوياً ودرزياً كانت خسارته السنية مدوية فلم يستطيع ان يحصد أي مقعد لحلفائه في المدن السنية الكبرى طرابلس-بيروت-صيدا عدا حصول حليفه “الاحباش” على مقعدين فقط وبعد خسارته لحليفه التاريخي في صيدا اسامة سعد وخسارة حليفه في طرابلس فيصل كرامي لم يستطع ان يحصل على أي مقعد سني في بيروت لمرشحيه وإذا استثنينا نجاح حليفه في البقاع الغربي حسن مراد ومقاعد الاطراف الضعيفة في العرقوب وبعلبك فقد تكبد الحزب خسارة كبيرة في تمثيل البيئة السنية .

وبعد خساراته علوياً ودرزياً وسنياً كانت خسارته في حلفاءه المسيحيين التقليديين هو الأكبر حيث تكبد حليفه فرنجية خسارة كبيرة بحصده مقعد واحد فقط فخسر بذلك الزعامة المسيحية في زغرتا والشمال.
وخسر حليفه القومي كافة مقاعده ولم يستطيع حزب البعث ان يتمثل بأي مقعد ولم ينجح حلفاءه المستقلّون لا الفرزلي في البقاع الغربي ولا عازار في جزين .

أما الخسارة الأعظم لحزب الله كانت خسارة حليفه التيار الوطني الحر الزعامة المسيحية .

فخسائر التيار الوطني الحر بالجملة فقد خسر الصدارة في البترون والشمال وقد تقلص تكتله مع حليفه الطاشناق والمستقلين من ٢٩ نائب إلى ٢١ وتقلصت كتلته الحزبية من ٢٢ إلى ١٧ ولولا دعم حلفاءه وهاب في الشوف وأرسلان في عاليه والقومي في الكورة وعكار والطاشناق في بيروت الاولى والمقاعد المجانية التي قدمها له الحزب في بيروت الثانية وبعلبك الهرمل والبقاع الغربي ومساعداته برفع الحاصل في بعبدا وزحلة لما تخطت كتلته تسعة مقاعد وبذلك خسر الكتلة الأكبر مسيحياً وهذا لا يقل أبداً عن خسارته للاكثرية الشعبية المسيحية فلم يعد هو الأكثر حيازةً على الاصوات المسيحية.

خسر حزب الله كل الاهداف الاستراتجية والتكتكية التي أراد الحصول عليها في هذه الإنتخابات ورغم حصده كافة المقاعد الشيعية إلا ان المشاركة الشيعية المنخفضة في الاقتراع كلفه خروقات لافتة في معاقله أولها بحجب تمثيله لأي مقعد في الجنوب الاولى وبخسارته مقعدين في الجنوب الثالثة لأول مرة منذ ثلاثين عاماً عدا خسارته مقعد في بعلبك الهرمل.

آندي حمادي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى