لهذه الاسباب 40 في المئة من المُغتربين لم ينتخبوا…
كتب عمر الراسي في “أخبار اليوم”:
أقفلت صناديق الاقتراع في دول الاغتراب على نسبة 60% تقريبا، في المفهوم الانتخابي العام، هذه النسبة مقبولة، لا بل يمكن ادراجها في خانة “المرتفعة”… ولكن بالنسبة الى المغتربين اللبنايين، لا يوجد لوائح شطب تضم كل اسماء من تموا الـ21 من العمر، وما تشمله من اخطاء، بل هؤلاء تسجلوا بارادتهم من اجل المشاركة في الحياة السياسية لبلدهم الام خلال الفترة الممتدة من تاريخ 01/10/2021 ولغاية 20/11/2021 … فما الذي حصل ما بين تشرين الثاني الفائت والاسبوع الاول من شهر ايار، وحال دون مشاركة الـ40% من المسجلين؟
يشرح مرجع سياسي مخضرم انه في الظروف العادية كل نسبة اقتراع تفوق الـ 50% هي نسبة مقبولة ومحترمة في الدول الديموقراطية.
ويقول عبر وكالة “أخبار اليوم”: اما في بلد كلبنان حيث الشعب يتوق الى التغيير وقد قام بما سمي “ثورة” او “انتفاضة” ضد السلطة، ورفع شعار “كلن يعني كلن”، هذا الى جانب انفجار مرفأ بيروت المدمر وهبوط القدرة الشرائية للرواتب، وفقدان الليرة اللبنانية نحو 97% من قيمتها، وانهيار اقتصادي ومالي وتجاري، وانتشار الفساد اكثر من انتشار الهواء… كان يفترض بالشعب ان يوجه رسالة قوية الى كل الذين بلغوا بلبنان الى هذه الحالة، من خلال التصويت الكثيف ضدهم.
ويضيف: عدم ارتفاع النسبة اكثر – رغم انها مقبولة – له اسبابه، من ابرزها:
اولا: جزء من الشعب ثار ثم انكفأ قهرا واستياء وقرفا، وردود الفعل النفسية هي احيانا بمستوى ردود الفعل الوطنية في المجتمع.
ثانيا: الكثير من المواطنين -أكانوا في لبنان او في دول الانتشار- لا ثقة لديهم بقانون الانتخاب بحد ذاته ويعتبرونه انه لا يعطي النتيجة الحقيقية لارادة الشعب لا سيما لجهة تركيب اللوائح وإلزام الناخب بالاقتراع لكل اللائحة مع صوت تفضيلي واحد.
ثالثا: عدد كبير من المرشحين -اكانوا حزبيين او من قوى الانتفاضة- لم يوحوا بكثير من الثقة والصدقية للمواطنين.
رابعا: اللبنانيون في الخارج استقالوا من المشاركة في الحياة الوطنية، واعتبروا انهم يقطعون “حبل السرّة” مع لبنان، ويريدون البدء بحياة جديدة كليا في بلاد الاغتراب.
خامسا: وجود ثغرات مهمة في التوزيع الجغرافي والديموغرافي لاقلام الاقتراع.
سادسا: عطلة نهاية الاسبوع في معظم الدول الاوروبية والاميركية “مقدسة”، لهذا بعض الدول لا تجري انتخاباتها ايام العطل.
سابعا: المقيمون في دول العالم يشاهدون عبر الاقمار الصناعية شباكات التلفزة اللبنانية ويلمسون مستوى السجال اللبناني المقيت والمهين والشتائم بين القوى السياسية والمرشحين، لدرجة ان حالة من القرف اصابت هؤلاء ولم يعد لديهم الرغبة في الاختيار، لا سيما وان الاسفاف كان مشتركا بين الجميع.
ويختم المرجع: رغم هذه الاسباب نقول ان نسبة الاقتراع مقبولة، لكن في المقابل هذا الشعب الذي هاجر مقهور ولديه نقمة.