انتخابات المغتربين: تحديات كبيرة
عقد الامين العام لوزارة الخارجية والمغتربين السفير هاني الشميطلي والمدير العام للمغتربين في الوزارة هادي هاشم مؤتمراً صحفياً مشتركاً، شرحا خلاله مسار العملية الانتخابية للبنانيين في الخارج، في حضور فريق العمل الذي أشرف على إتمام هذه العملية.
وأعلن السفير الشميطلي “ان متابعة وانجاز تنظيم العملية الاقتراعية في الخارج لغير المقيمين رتب تحديات كبيرة على وزارة الخارجية، والتي تمثلت بالإنجاز الذي حصل خلال هذين اليومين على مدى 24 ساعة متواصلة”. وتابع: “مع نهاية المرحلة الثانية، وهي عملية الاقتراع التي حصلت يومي الجمعة في السادس من ايار ويوم الاحد في الثامن منه، لأن المرحلة الاولى كانت مرحلة التسجيل لمن ابدى رغبته بالتسجيل والاقتراع في الخارج، بدأت الآن المرحلة الثالثة، وهي وصول الحقائب الدبلوماسية التي تحمل الاقلام وصناديق الاقتراع، ونحن نحرص مع شركة DHL على تتبع مسارها لتنتهي مهامنا لحظة تسليمها الى وزارة الداخلية وإيداعها في المصرف المركزي”. أضاف: “أود تعريفكم على اللجنة التي أشرفت على انجاز هذا الحدث، بداية المدير العام جوزيف نصير، مدير المغتربين هادي هاشم، مستشارة الوزير باسكال دحروج، مسؤول المعلوماتية خليل الخليل، المستشار حازم عبد الصمد، المستشار علي قرانوح، الديبلوماسي فرح فرح، الديبلوماسي فؤاد خزاقة، الديبلوماسي منصور شيا، ورئيسة الدائرة لارا القزي الذين وصلوا الليل بالنهار على مدى اربعة ايام، ولولاهم لم يحصل هذا الانجاز”. وتوجه بالشكر الى “جهات عديدة في لبنان ساهمت بشكل حاسم بإنجاز الحدث، أولا وزارة الداخلية والبلديات من خلال فريق عمل وزير الداخلية بسام المولوي والمدير العام للاحوال الشخصية العميد الياس الخوري والمدير العام للشؤون السياسية واللاجئين الدكتورة فاتن يونس والرائد جورج داغر الذي كان معنا في غرفة العمليات على مدى اربعة ايام”. كما توجه بالشكر الى وزارة الاتصالات وهيئة اوجيرو “التي عبر الوزير جوني قرم والمدير العام للاتصالات الدكتور أيوبي والمدير العام لهيئة أوجيرو عماد كريدية، الذين لولاهم لم تتوافر الامكانية لنقوم بالرقابة المباشرة عبر الانترنت من خلال تأمينهم خدمة الانترنت السريع في أعلى المعايير”. وشكر وزارة الطاقة والمياه ومؤسسة كهرباء لبنان “التي كما رأيتم وفرت لنا وبشكل استثنائي التيار الكهربائي 24/24 لمدة اربعة ايام، ونتمنى ان يصل الى كل بيت وكل قرية ومدينة في كل لبنان. كما أود شكر طلاب الجامعة اللبنانية الذين عملوا معنا بشكل متواصل 24/24 رغم وجود لجان وبعثات مراقبة من lade وبعثات اوروبية، الا ان المراقبين الاكثر حرصاً وفعالية كان طلاب الجامعة اللبنانية الذين كانوا يراقبون كل قلم بأداء فعال ومميز، وكلهم أمل لمستقبل ديموقراطي أفضل للبنان”. وتابع الشميطلي: “أصل الى القطاع الخاص، فشركة DHL التي بدأت الآن مهامها الاساسية في المرحلة الثالثة علما ان مهامها بدأت من اليوم الذي باشرت فيه بنقل الصناديق الى الخارج لتعود اليوم وتنقلهم محملة بأصوات المقترعين. كذلك بالنسبة للبث المباشر، فان الإدارة المركزية لشركة ألفا أمنت تواصل الوزارة مع البعثات والاقلام العديدة والكبيرة واستطعنا مراقبتها لحظة بلحظة. ولا يفوتني ان اتوجه بالشكر الى جميع الموظفين في الوزارة الذين كانوا معنا طيلة الوقت، وهم الجنود المجهولون في انجاح هذه العملية، فمثل هذا الانجاز لا يتم من دون تضافر الجهود. كما أوجه التحية والتقدير لبعثاتنا الديبلوماسية والقنصلية المنتشرة في الخارج فردا فردا من دون اي استثناء من الموظفين العاملين في البعثات الى المتطوعين الذين تحملوا المسؤولية في الاقلام بأداء مميز ساهم بإنجاح هذا العمل”. واكد ان “هذا الانجاز سيكون نهائياً، حين نسلم الصناديق للمصرف المركزي، وبذلك مهامنا تكون قد انتهت”. وقال: “أهدي هذا الانجاز الى وزارة الخارجية والمغتربين كمؤسسة من مؤسسات الدولة المؤسسة السيادية الاولى، ونهديه الى مؤسسات الدولة اللبنانية كلها لان ذلك يدل على ان الاداء المميز لمؤسسات الدولة من شأنه ان يكون الرافعة لأي نهوض بالاداء المميز والحرص الوطني. واود ان اتوجه الى أعضاء السلك الدبلوماسي لعدم السماح بأي شيء من النيل من عزيمتهم او ادائهم، لان حصانتهم الاساسية هي في أدائهم المميز والمهني الرفيع، رغم ما يمكن ان يتعرضوا له من حملات من هنا وهناك بدءا مني”. وختم الشميطلي: “لذلك، هذا الانجاز الذي حصل هو شهادة تقدير اضافية تضاف على مسارهم وادائهم المهني، وبالفعل هذه هي حصانتهم الاساسية الى جانب حصانتهم الديبلوماسية”.
ثم تحدث مدير المغتربين شاكرا وسائل الاعلام على تغطيتها لهذا الحدث، وقال: “منذ اليوم الاول كانت تعليمات معالي وزير الخارجية والمغتربين الدكتور عبد الله بو حبيب إنجاز انتخابات المنتشرين بأعلى معايير النزاهة والشفافية، وشاء القدر ان اغادر دولة الكويت الشقيقة، وكنت احد المكلفين بهذه المهمة. اليوم وبشهادة المجتمع الدولي وهيئات الرقابة الدولية والمحلية وبرضى الاحزاب السياسية وممثلي المجتمع المدني الذين أثنوا على شفافية هذه العملية وعلى مهنية وزارة الخارجية والطاقم الديبلوماسي الذي تولى هذه العملية بالادارة المركزية وفي البعثات الديبلوماسية في الخارج، تحية لكل زميل وزميلة على جهودهم”.
وتابع: “مثل كل عملية تقوم على العمل الانساني يجب ان يكون هناك هامش للخطأ، عملنا بكل جهد على حصره قدر الامكان والتخفيف من تأثيره، كما قمنا بمعالجة الكثير من المشاكل او الشوائب في لحظتها. لا يجب ان ننسى ان المواطن لا خبرة لديه في الانتخابات والكثير منهم يمارس هذا الحق لاول مرة. كذلك، الموظفون من رؤساء الهيئات والاقلام، الكثير منهم يشارك لاول مرة في هكذا عمل ولا يعرفون كل القوانين، ولكن مع مسؤولي القارات كانت المشاكل تحل في لحظتها”. اضاف: “حرصنا على ان يكون التواصل مع الاعلام سهلا، كما حرصنا على وقف كل اشاعة او خبر كاذب في ساعته قبل ان يكبر وتتداوله الناس ويصبح واقعا. وانا اعتذر منكم في حال قصرت او كنت قاسيا مع احد منكم”. واكد ان “هدفنا في الوزارة كان الوصول الى اكثر من سبعين في المئة من ال 225 الف لبناني في الخارج، والكثير من هذه الدول حققت هذه النسبة ولم تكن كذلك في بعض الدول الاخرى، لذلك نأمل من المغتربين ان يشاركوا في المرة المقبلة بكثافة اكثر ومرة تلو اخرى الثقة تزيد والاعداد تزيد”. وقال: “نود التأكيد على حيادية الديبلوماسية اللبنانية، كلنا نحب احد ما، لكن لدينا رب عمل واحد هو لبنان وهذا ما أثبتته هذه العملية الانتخابية. اود ان انوه بعمل جميع اعضاء اللجنة وأثني على جهودهم”. وعن سير العملية الانتخابية، قال هاشم: “انها اكبر عملية لوجيستية في تاريخ لبنان الحديث، اكثر من 58 دولة، 205 ميغاسنتر و 598 قلم اقتراع، اكثر من الفي موظف، 250 ديبلوماسيا عملوا ليلا نهارا دون توقف”. وتابع: “بدأنا في السادس من ايار مع الدول العشر، تحديدا مع الجمهورية الاسلامية الايرانية وانتهينا بآخر قلم على الساحل الغربي للولايات المتحدة الاميركية. البداية والنهاية تعنيان لبنان كثيرا، وان شاء الله تنعكس خيرا على لبنان”. وأعلن ان “اليوم الاول استمر بنجاح، وكان حافزا لجميع المنتشرين للمشاركة في اليوم الثاني، وانا فخور جدا بالمنتشرين اللبنانيين الذين تحدوا عوامل الطبيعة والحر وانتظروا دورهم للمشاركة في هذه العملية، مضحين بيوم العطلة خصوصا وانهم في الخارج يحتفلون بعيد الام في الثامن من ايار”. اضاف: “نحن مستمرون في هذا العمل خلال الايام المقبلة لنستقبل كل الصناديق وتأمين وصولها سالمة الى الخزنة المركزية في مصرف لبنان”. وشكر كل فريق العمل على هذه النتيجة، متمنيا التوفيق لوزارة الداخلية في الخامس عشر من ايار. وقال: “نعرف ان الارقام كلها أولية وغير دقيقة او نهائية، لان الارقام النهائية والدقيقة تصدر عن لجان القيد في الخامس عشر من ايار. نحن بالتعاون مع المدير العام الاستاذ جوزيف نصير وبعد ورود كل المحاضر من كل الاقلام الـ598 سنقوم بتحضير ملف متكامل مع كل الارقام وبالنسب وكيفية توزيعهم على الدوائر والمناطق وننشره ونبلغه للجميع اذا كانت القوانين تسمح بذلك في خلال 48 ساعة”. وأعلن ان “لدينا نسبة عامة وصلت الى حوالى 60% في كل العالم، وهي نسبة جيدة وكما ذكرت كنا نهدف الى نسبة اكبر، ونأمل و من مرة الى اخرى ان تكون المشاركة اكثر والتغطية اكبر لتصل الى كل دول العالم. ونعد ان العام 2026 سيكون هناك نواب للمغتربين ومشاركة لـ 128 ونأمل ان يجد مجلس النواب طريقة تسمح بوجود الاثنين، اي ان يتمثل المنتشرون مباشرة بنواب ويشاركوا في العملية الانتخابية”. وردا على سؤال عن عدد المقترعين من اصل المسجلين، قال هاشم اذا كانت النسبة 60 المئة يعني ان العدد يتراوح ما بين 128 الى 130 الفا الى حين ورود الارقام النهائية”. وعن الدولة التي سجلت اعلى نسبة اقتراع، قال هاشم: “النسبة الاعلى كانت في الجمهورية العربية السورية حيث وصلت الى 84%، أما أدنى نسبة اقتراع قد تكون العراق”. وعن امكان تطمين المواطن لجهة عدم اللعب بالنتائج، قال هاشم: “من واجبنا القيام بأعلى المعايير للوصول الى احسن نتيجة، اليوم وزارة الخارجية وضعت اجراءات لعملية النقل، والصناديق المقفلة والمختومة سيتم وضعها في الحقائب الديبلوماسية التي ستقفل وتختم وهي مجهزة بأجهزة تعقب وستنقل من مراكز الاقتراع الى المطار، الى الطائرة، ثم الى مطار بيروت، حيث ستستقبلها اللجنة للتأكد من سلامتها والقيام بالمحاضر اللازمة. قوى الامن مشكورة التي ترافق شاحنات DHL الى المصرف المركزي، وهذه الشركة محترمة وسمعتها عالية، وقوى الامن الداخلي تقوم بمهامها الامنية ونحن نقوم بعملنا ومصرف لبنان سيحتفظ بالصناديق لديه حتى الخامس عشر من ايار، حيث سيتم توزيعها على لجان القيد لفرزها”. واكد هاشم ان “الخروقات والشوائب التي شهدتها العملية الانتخابية عولجت فورا، ونحن بانتظار ورود المحاضر، وهي ستحال إلى القضاة وهم يقررون احتساب الأصوات من عدمها”. وردا على سؤال، قال هاشم: “وصلت من دولة قطر 9 حقائب تضم 17 صندوقاَ، منها حقيبة فيها تمزق بطول 20 سنتيمتراً، تم قياسه وتدوين المحضر في حضور الجمارك ومراقب وزارة الداخلية وحضوري انا وزميلي حازم عبد الصمد من وزارة الخارجية، وتم ايداعه الى وزارتي الداخلية والعدل لإحالته الى لجان القيد للتقرير اذا كانت هذه الحقيبة ضمن المواصفات، بالنسبة للفتق او المزق، هو عادي والصناديق ملفوفة من الخارج لعدم تعرضها للكسر، اي انه لا خطر على سلامة الصندوق، ولكن صلاحية البت في هذا الامر هي للقضاء وتحديدا للجنة القيد”. وردا على سؤال، اعلن هاشم “ان سوريا كانت اول بلد وصلت منها الصناديق”. وقال: “فجر يوم غد الثلاثاء سيحضر السفير شوقي بو نصار صندوق موسكو، و عند السابعة من مساء اليوم تصل طائرة محملة بصناديق سبع دول اقترعت يوم الجمعة”. وقال: “بالإمكانيات التي وضعت بين ايدينا، وهي متواضعة نظرا للظروف العامة وظروف الخزينة، حقق السلك الديبلوماسي وبشهادة الجميع انجازا كبيرا والمهم اننا قمنا بإنتخابات نزيهة وتم تأمين الارضية المتساوية للجميع ، للمجتمع المدني وللأحزاب السياسية، للمعارضة وللموالاة. انشأنا برنامجا موحدا، طبقنا معايير شاملة وكاملة على الجميع، لذلك لم نسمع اي اعتراض وكان التقدير من الجميع، وأمنا المناخ الجيد للمنتخب واعطيناه عامل ثقة وهذا ما رأيناه يوم امس من اندفاع للمنتشرين للاقتراع والادلاء بصوتهم للمشاركة في انتخاب برلمان جديد”. وردا على سؤال قال هاشم: “نحن جهة تنظيمية ادارية ولسنا جهة قضائية للبت في المخالفات التي حصلت، فالمخالفات تبت من المراجع القضائية المختصة ومن الهيئات المحددة في القانون. اذا اراد اي مرشح تقديم طعن يتوجه الى المجلس الدستوري، وهو إما يعطيه الحق او لا يعطيه”. اضاف: “دورنا اقتصر على معالجة الثغرات على الارض، ومنع اي مخالفة للقانون داخل اي قلم، اما خارج الاقلام والمراكز فلديهم حرية ضمن قوانين الدول المضيفة”، مؤكدا “اننا داخل حرم المراكز والاقلام طبقنا القانون 100% وكنا نتدخل في حال حصول اي خرق”. وبالنسبة للخروق، كرر القول ان “الكلمة الفصل تبقى للقضاء”. وأوضح هاشم “اننا مولنا كل الحملة من موازنات السفارات والقنصليات العامة في الخارج، وننتظر وزارة المالية والمصرف المركزي لتحويل هذه المبالغ الى موازنة وزارة الخارجية لنعيد تحويلها الى البعثات في الخارج”. وعن تقديم مكان بديل عن القنصلية في دبي، قال هاشم: “دبي أقحمت في ما ليس لها؟ الشيخ محمد بن راشد انشأ دبي للسلام والانفتاح والتسامح، دبي تحمل الجميع، رحم الله الشيخ زايد عندما انشأ الامارات، أنشأها لجميع اللبنانيين وليس لفريق ضد فريق او طائفة ضد اخرى. الجميع انتخبوا في دبي بحرية وشفافية، واكبر عملية انتخابية حصلت في دبي ما يجعلنا نشكر القنصل العام لأن 14,000 الف ناخب هو رقم كبير”.
واوضح ردا على سؤال، انه “كان هناك آلية للتسجيل وادراج الناس على لوائح الشطب في الخارج”، مشيرا الى ان “البعض قام بأول مرحلة من الآلية ولم يستكمل المرحلة الثانية ولم يكمل مستنداته”.