في آخر معاقل المواجهة.. المطلوب “رأس” جعجع
كتب شادي هيلانة في “أخبار اليوم”:
الجميع يذكر اطلالة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في 21 تشرين الاول الفائت، حين شن هجوما حادا على رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع، مشيراً إلى أنه أكبر تهديد للوجود المسيحي وللأمن الاجتماعي المسيحي في لبنان، وقال وقتذاك: “أدعو أهلنا المسيحيين أن يسمعونا، لأن تقديم حزب الله أنه عدو هو ظلم وتجن، وليس حزب الله وليست حركة أمل ولا الشيعة أعداء للمسيحيين”.
صحيح ان كلام نصر الله في تلك المناسبة كان على خليفة احداث الطيونة التي وقعت في 14 تشرين الاول، ولكن يتبين اليوم ان للكلام ترجمة!
المطلوب اليوم رأس جعجع، ومن يريد رأسهُ يريد النيل من آخر معقل مواجهة، بعدما تم تطويع معظم المسيحيين، لذلك الخشية كبيرة من سحب القوات اللبنانية لبساط الأكثرية المسيحية من التيّار الوطني الحر، وبالتالي خسارة حزب الله مدماك أساسي لوجوده هذا وفق مصادر قوّاتيّة.
وفي هذا السياق يفيد ابناء من منطقة بعلبك -الهرمل، عبر وكالة “اخبار اليوم”، انّ الفتاوى بدأت تُطلق على العلن لإسقاط مرشح القوّات في الدائرة النائب انطوان حبشي وتحشيد الشعارات بالدّم. وذلك بعدما لجأ الحزب إلى أسلوب الضغط على المرشحين الشيعة رامز ناصر قمهز ، هيمن عباس مشيك، ورفعت نايف المصري، الذين أعلنوا إنسحابهم من لائحة “بناء الدولة” في دائرة البقاع الثالثة (بعلبك الهرمل)، التي يترأسها الشيخ عباس الجوهري بالتحالف مع حزب “القوات اللبنانية”.
وكان حبشي استطاع من خلال تحالفه مع تيّار المستقبل، في إنتخابات 2018 أنّ يخرق بيئة حزب الله، وتمكّن من أنّ يفوز بهذا المقعد بفضل الصوت التفضيلي وحصول لائحة التي شارك فيها على حاصلين.
راهنا، وعلى رغم سخونة الواقع الانتخابي، يقول القواتيّون، انهم يراهنون على الناخب السنّي في المنطقة لتأمين البديل عن الحليف الازرق السابق، وبالتالي تأمين ما يقارب ستّة ألاف صوتاً لِضمان فوز حبشي. كما يتناقل البقاعيون، إنّ المسيحيين سينتخبون القوات لمنع الحزب وحلفائه من الفوز.
في المقلب الآخر، يتحدث المراقبون، عن انفاق الحزب أموال طائلة على حملته الانتخابية وتعليق اللافتات التي ملأت الأوتوسترادات في البقاع، على عكس المناطق الأُخرى، حيث حملت شعارات عن السيادة والفساد، في حين غابت الشعارات القديمة التي خاض الحزب على أساسها انتخاباته السابقة.
يأتي ذلك بعد فشل الحزب في تنفيذ ما وعد به من مكافحة الفساد وتأمين حياة كريمة للناس وبناء دولة يستطيعون الركون إليها لحل مشاكلهم اليومية، ظهرت قلة كفاءة نواب الحزب في البرلمان ووزرائه الذين تعاقبوا على الحكومات السابقة.