في مطعم واحد… إثنان “يأكلان” سيادة لبنان وإستقلاله من صحن واحدا؟
كيف يُمكننا أن نقترع لمن هم خوَنَة لنا وللبلد، وللثّقة التي نمنحهم إياها، منذ سنوات؟
فالمعركة مع السلاح غير الشرعي لا يجب أن تكون محصورة بانتخابات نيابية، ولا بأكثريات برلمانية، ولا بحكومات، ولا بـ “ثلث مُعطِّل”، ولا برئاسات، ولا بالدولة وحدها فقط، بل لا بدّ من تعميمها، وجعلها ثقافة تطال كل شيء، من التربية والتعليم، الى المال والأعمال، والتجارة، والطعام، والشراب، والدواء، وحتى المصالح المشروعة.
“صقور”
وبالتالي، كيف يُمكن للبعض أن يشرح لنا، أنه من “صقور” المُعادين لمحور “المُمانَعَة”، وللسلاح غير الشرعي، فيما نجده يجلس في مطعم واحد، وعلى غداء أو عشاء مصالح تجارية، أو مالية… مشتركة واحدة، مع “مُمَانِع”، أو حتى مع “مُمانِعين”، يتباهون جهاراً ومن دون أدنى خجل، بأن وجه لبنان هو السلاح؟
سيادة
هذه خيانة لنا، وللبلد، بإسم المصالح الخاصّة. ولا بدّ لكلّ من يرغب بدخول عالم السلطة، من أن يختار بين مصالحه التجارية، والمالية… وبين الشعارات “التحريرية” للبلد، التي يرفعها في خطاباته السياسية، وخلال حملاته الانتخابية.
فإما الحرية، والسيادة، والاستقلال، أو الاحتلال. ولا شيء اسمه سيادة في البرلمان، والحكومة، والرئاسة، إذا كان “السيادي” “مُمانِعَاً” ولو بالقليل من المال، والأعمال، والتجارة، والشركات، ولعبة المصالح…، والهروب من العقوبات الأميركية.
الخيانة “مش حلوي”، ولا يجوز أن تُطالِبوا بأصواتنا، فيما أنتم تجلسون مع “المُمَانَعَة”، وسلاحها غير الشرعي.
يكذبون
شدّد مصدر مُطَّلِع على أن “عدداً لا بأس به من الحزبيّين و”المدنيّين”، الذين يخوضون الانتخابات النيابية، يكذبون على الناس بالشعارات والخطابات التي يُطلقونها حالياً، وذلك نظراً لارتباطهم بمصالح مالية وتجارية مع شخصيات وجهات من محور “المُمَانَعَة”.
وأكد في حديث لوكالة “أخبار اليوم” أن “هذا ما يمنع هؤلاء من أن يكونوا “سياديّين” في وجه محور “المُمانَعَة”، و(يمنعهم) من الذّهاب بعيداً ضدّ السلاح غير الشرعي في البلد، وسيطرته على كل شيء فيه”.
اكتشافهم
ولفت المصدر الى أن “حتى الذين يدّعون الثورة، “فرّخوا” بأربع أو خمس لوائح لخوض انتخابات 2022 النيابية، في منطقة انتخابية واحدة، ورغم معرفتهم التامّة بأنهم لن ينجحوا. ودورهم الحقيقي هو التأثير على الحاصل سلبياً، وضرب النتائج، والمساهمة بفوز لوائح محور “المُمَانَعَة، والأطراف اللبنانية الحليفة له”.
وأضاف:”هؤلاء، وعلى اختلاف خرائط توزّعهم المناطقي والطائفي والمذهبي، يخدمون فريق السلاح غير الشرعي، وسيطرته على لبنان، مع علمهم التامّ بذلك، وهم خَوَنَة لانتفاضة 17 تشرين الأول، ولسيادة لبنان”.
وختم:”ندعو الناس الى الحَذَر منهم. أما اكتشافهم فليس صعباً جدّاً، خصوصاً إذا تتبّعنا لغتهم السياسية. فهُم، وتحت ستار المجتمع المدني، والمُطالَبَة بالدولة المدنية، والعلمانية، يحتفظون بخطاب سياسي هو نفسه لذاك الذي يعتمده فريق محور “المُمانعَة”، والأفرقاء الحليفة له، وبرؤية سياسية – اقتصادية للبنان، مُتكامِلَة مع هذا الفريق. وأما الشخصيات الحزبيّة المرشّحة للانتخابات، فلا بدّ من وقف مصالحها الخاصّة، ومصالح أحزابها المشتركة مع “المُمَانِعين”، إذا كانت جديّة في حديثها عن السيادة، وعن بناء الدولة في لبنان”.
المصدر: أخبار اليوم