معركة الرئاسة الأولى فُتحت باكرًا.. عون وباسيل استشعرا الخطر!
كتبت إيفانا الخوري في “السياسة”:
” مَن عطّل مجلس الوزراء هو نفسه مَن يعرقل القضاء وإنتو بتعرفوا مين”، كلمات قليلة لم تحمل أيّ تسمية، تمكّن من خلالها رئيس الجمهورية ميشال عون من تحريك الركود السياسي المتزامن مع عيد الفصح.
ومن بكركي، قرر عون أن يُصعّد بهدوء وبطريقة توحي أنّ النهاية قد لا تكون هنا والسقف قد يُرفع أكثر في الفترات المقبلة.
على من صوّب عون سهامه؟ ولماذا لم يُسمِّ الجهة المعرقلة علنًا، طالما تحدث عن من لم يوقّع تشكيلات رؤساء محاكم التمييز وبالتالي أخّر عمل المحقق العدلي، القاضي طارق البيطار؟
الصحافي والمحلل السياسي، جوني منيّر أكدّ في حديثه لـ “السياسة” أنّ المقصود هو الثنائي الشيعي وبالتحديد حركة أمل في ما يخص القضاء.
والواقع يشير إلى أنّ وزير المالية يوسف سلامة لم يوقّع تشكيلات محاكم التمييز، ما يدلّ صراحة على أنّ عون رفع بطاقة حمراء بوجه حليف حليفه.
أمّا عن السبب الذي دفع برئيس الجمهورية لربط حديثه بتعطيل تشكيل الحكومة أيضًا ولماذا حمّل “أمل” المسؤولية، فقال منيّر إنّ ذلك يعود لتمسّك رئيس مجلس النواب نبيه بري بحقيبة وزارة المال وتوزيع بعض الحقائب الأخرى، خلال عملية التشكيل.
ويكشف البحث عن السبب الذي دفع عون إلى الخروج عن صمته والتصعيد بعدما بدأت الأجواء السياسية تُصبح أكثر هدوءً أنّ المعركة الرئاسية قد فُتحت باكرًا وأنّ ما عززّ ذلك كان الإفطار الذي جمع رئيس التيار الوطني الحرّ، النائب جبران باسيل ورئيس تيار المردّة، النائب السابق سليمان فرنجية بالأمين العام لحزب اللّه، السيد حسن نصرالله.
ووفقًا لمنيّر، فإنّ عون قد شعر أنّ الثنائي لن يدعم باسيل في المعركة الرئاسية المقبلة ويبدو أنّ رئيس “التيار” قد لمس ذلك أيضًا خاصة أنّ بعد مغادرته بقي فرنجية لـ 45 دقيقة مجتمعًا بنصرالله.
ومن هذا المنطلق، أراد عون أن يقول إنه منزعج من هذه التطورات وهو وعلى الرغم من أن الثنائي “عاطيه وزيادة” في الانتخابات النيابية المقبلة في أيار إلّا أنّ ذلك لا يهمه لأنّ هدفه وصول باسيل إلى كرسي الرئاسة الأولى.
لماذا يُفضّل حزب اللّه، فرنجية على باسيل؟ هو السؤال المنطقي الذي يُطرح خاصة أنّ تحالف “التيار” مع “حزب اللّه” أعطى الأخير غطاء مسيحيًا لسلاحه.
“العقوبات الأميركية، صعوبة إيجاد حلفاء له في الانتخابات وبالتالي صعوبة في إيصاله إلى بعبدا بالإضافة إلى تفاصيل أزعجت حزب اللّه”، كلّها بالنسبة لمنيّر عوامل لم تشجع “الحزب” على دعم باسيل ففضّل فرنجية. خاصة أنّ رجل التيار يعاني من فيتو أميركي وخليجي وحتى روسي بالإضافة إلى النفور الداخلي منه.
وعن ما إذا كانت رسائل عون المبطنّة التي لا تحمل تسميات قد تؤدي إلى التأثير على قرار “حزب اللّه” ودفعه لاتخاذ موقف مغاير خاصة أنّ المواقف الرسمية من انتخابات رئاسة الجمهورية لم تصدر بعد، فرأى منيّر أنّ ذلك شبه مستحيل.
وعليه، فإنّ المرحلة المقبلة قد تقلب موازين التحالفات حتى وقد تكون أكثر سخونة من المتوقع. إذ يرى البعض أنّ عدم دعم “حزب اللّه” باسيل ليصبح رئيسًا سيعني حُكمًا فكّ الارتباط وإنهاء اتفاق “مار مخايل” ما يشرّع أبواب البلد أمام تطورات متنوعة