الراعي للّبنانيّين: تتحمّلون مسؤولية الانهيار في هذه الحال!
أكّد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي أنّه “بقدر ما يتحرك الشعب ويواجه جدياً الأمر الواقع الكارثي يتشجع المجتمع العربي والدولي لمساعدته وتوفير إمكانات التغيير ووسائل الانقاذ”.
وقال في رسالة الفصح: “بقدر ما رحّبنا بعودة أصدقائنا العرب إلى لبنان نتمنى أن يعود اللبنانيون أنفسهم الى لبنانهم وأن يتخّلوا عن ولاءاتهم الخارجية وعن انتماءاتهم إلى مشاريع غريبة عن تاريخنا وتراثنا”، لافتاً إلى أنّ “إنقاذ لبنان بوحدته وتعدديته مرتبط بالتخلي عن الأدوار المصطنعة والمستوردة وباستراداد دوره الوطني والحضاري وهويته الأصيلة وحياده وبالولاء المطلق له وبوحدة الدولة وسلطتها”، مشيؤاً إلى أنّ “الهويات الهجينة التي تسللت الى هويتنا اللبنانية المتجددة عبر التاريخ يجب إزالتها عنها وكأنها ملصقات وجعل هذه الهوية معيار اختيار النواب والوزراء والرؤساء وسائر المسرولين عن الوطن”.
وأضاف الراعي: “نراهن مع المواطنين ذوي الارادة الحسنة على حصول الانتخابات النيابية في موعدها ومن بعدها الرئاسية فإنها فرصة التغيير”، محذراً من أنّه “إذا لم يتنبّه الشعب الى خطورة المرحلة ويقدم على اختيار القوى القادرة على الدفاع عن كيان لبنان وهويته وعلى الوفاء لشهداء القضية اللبنانية فإنه هذا الشعب نفسه يتحمّل هو لا المنظومة السياسية مسؤولية الانهيار الكبير”.
وشدّد على أنّ “نتائج الانتخابات النيابية تتوقف على المشاركة فيها فلا يوجد خاسر سلفاً ولا رابح سلفاً ولبنان يحتاج الى أكثرية نيابية وطنية سيادية استقلالية مناضلة مؤمنة بخصوصية الوطن وبالدولة الشرعية والمؤسسات الدستورية والجيش مرجعية وحيدة للسلاح والأمن”، مؤكداً أنّ “لبنان يحتاج الى أكثرية نيابية وطنية سيادية استقلالية مناضلة مؤمنة بخصوصية الوطن وبالدولة الشرعية والمؤسسات الدستورية والجيش مرجعية وحيدة للسلاح والأمن”.
ورأى أنّ “الخطورة الكبرى هي تضليل الشعب فينتخب أكثرية نيابية لا تشبهه ولا تلتقي مع طموحاته فتزيد من عزلته ومن انهياره وستكون حالة غريبة أن تأتي الغالبية النيابية خلاف الغالبية الشعبية بسبب سوء اختيار الشعب”، مسيراً إلى أنّ “مصير لبنان يتعلّق على نوعية الأكثرية النيابية في المجلس الجديد”.
وسأل الراعي: “أيعقل أن نصبح وطن الانحطاط وقد كنّا بلد النهضة التي أسّسناها ونشرناها في لبنان والشرق والعالم؟ أيعقل أن نمسي دولة التسوّل وقد كنا دولة الجود والعطاء؟ أيعقل أن نغدو جماعة التبعية وقد كنا المرجعية والمثال؟ أيعقل أن نضحي شعب القبول بالأمر الواقع؟”.
وتابع: “لن نقبل بوقف حركة التاريخ والانسان لأن لا نفقد مبرر وجودنا الخاص والمميز في هذه المنطقة فلا يمكن أن نغيّر الآن دور لبنان”، مضيفاً: “نحن حركة التغيير وحركة الحرية والسيادة في الشرق ورواد النهضة السياسية والفكرية قاومنا حين كانت المقاومة مغامرة وانتفضنا حين كانت الانتفاضة تقمع ورفعنا الصوت حين صمتت الأفواه وصمدنا حين كان المعتدون والمحتلون فليس اليوم سنخضع ونسلّم ونستسلم فما بالنا لا ننتفض وننفض عنا غبار النزاعات ونلتقي في وطن الوحدة؟”.