الضاحية محرجة بفرنجية.. والمطلوب “سكور إنتخابي”
جاء في المركزية:
بسطور قليلة تحدث حزب الله عن الاجتماع الذي ضم امينه العام الى رئيسي التيار الوطني الحر وتيار المردة. فأعلنت العلاقات الاعلامية في الـ”حزب”، في بيان أن السيد حسن نصرالله “استقبل على مائدة الافطار الجمعة، رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية ورئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل، بحضور عدد من القيادات المعنية. وكان اللقاء مناسبة للتداول في العلاقات الثنائية والأوضاع السياسية في لبنان والمنطقة”.
غير ان الافطار هذا يحتاج الى صفحات لتحديد ابعاده وأهدافه القريبة والبعيدة المدى، المباشرة وغير المباشرة، بحسب ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ”المركزية”. ذلك ان الضاحية تريد منه ليس فقط ترطيب الاجواء بين حليفيها المسيحيين بل تحقيق مصالحها الخاصة للمرحلة المقبلة.
فعلى الخط الانتخابي النيابي، من الضروري ان يرص التيار الوطني الحر والمردة، كأهم حليفين للحزب مسيحيا، الصف، ومعهما كل حلفاء الحزب بطبيعة الحال، من السنة والدروز، ليخرجوا من استحقاق 15 ايار بأفضل سكور انتخابي، بما يُبقي الغطاء الطائفي العابر للطوائف، لسلاح حزب الله، على حاله، لأن الاخير اليوم بأمسّ الحاجة اليه.
اما بعد هذا الاستحقاق، تضيف المصادر، فيريد الحزب ان “يريّح راسو”، كما يُقال بالعامية، من همّ صراع باسيل – فرنجية، على الكرسي “الرئاسي”. فالضاحية تنظر منذ الآن وبحرج كبير الى هذا الاستحقاق المصيري، لأنها تريد ردّ الجميل لرئيس المردة الذي تقبّل برحابة صدر، اختيار الحزب لرئيس التيار الوطني الحر رئيس تكتل التغيير والاصلاح آنذاك النائب ميشال عون، على حسابه هو. كما انها في الوقت عينه، تخشى ان تكون مضطرة لتكرار السيناريو ذاته مع زعيم زغرتا في الاشهر القليلة المقبلة، في حال كان يجب عليها (اي الضاحية) دعم “الرئيس المسيحي الاقوى” على الساحة النيابية، للاستحقاق الرئاسي، بعد ان تم اعتماد هذا المعيار في الانتخابات الاخيرة. اما اذا تخلّت عنه لمسايرة فرنجية، فإن هذا القرار، سيحرجها مع باسيل الذي قد لا يتقبّله.
الافطار اذا متعدد الاهداف، وتتطلّع فيه الضاحية الى الافق الاوسع، مهيّئة منذ الآن الارضية اللازمة لخيارها الرئاسي. في خلاصة التحليل هذا، يمكن القول اذا، ان حزب الله يسعى الى تكريس نفسه وموقعه كمحدّد وصانع لرؤساء الجمهورية اللبنانية، وكاللاعب الاكبر والاساس على هذا الملعب.
فهل يرضى اللبنانيون بهذا التوجّه الفوقي من قبل الحزب و”المُستسلم” من قبل البرتقالي والمردة اللذين لبيا دعوة نصرالله ولم يتجاوبا ومساعي اي طرف روحي او سياسي آخر لجمعهما؟ وهل سيجددون له ام ينتفضون عليه في ايار المقبل؟