“الحزب” يرسل مقاتليه للمشاركة بالحرب على أوكرانيا والراعي يستعد لحركة دولية!
كتبت ماريان طوق في “السياسة”:
تكثُر التسميات التوصيفية لحجم “الخراب” الذي وصل إليه لبنان، فهذا الوطن الذي سلك مسارًا منحدرًا منذ عدّة سنوات ها هو يصل في آخر فصول العدّ العكسي نحو الارتطام الكبير.. إن لم يكن قد وصل!
الأخطار المحيطة بالبلد إقليميًا كبيرة إلا أنّ الخطر الأكبر ينخر جسده من الداخل، وبات بكامل مكوناته وصورته وهويته في دائرة الخطر. هذا الأمر يحفّز البعض للبحث عن “آخر خرطوشة” لإنقاذ لبنان من هذا المستنقع الذي وقع فيه، عبر الانتخابات النيابية أولًا ومؤتمر دولي ثانيًا.
ففي الواقع نحن أمام خطر زوال لبنان لعدّة اعتبارات، وكل ما يضربنا اليوم من هجرة أو مجاعة أو فقر سبق أن عايشناه لكنّ الخطر تبدّل. فهناك مشروع أخطبوطي إيراني متزمت عقائدي شيعي، رواسبه من الجمهورية الإسلامية الإيرانية وعقيدته هي الثورة الإسلامية، بحسب رئيس حركة التغيير المحامي إيلي محفوض.
أما في هذا المشروع، فهم لا يحاولون فقط إلغاء الهوية السياسية في لبنان يؤكّد محفوض. بل إلغاء نظامنا الاقتصادي الحر المعروف منذ الفينيقيين، فكرة الاقتصاد الليبرالي تكمن هنا وهذا ما يسعون اليه. ولذلك على حدّ اعتباره ضربوا أهم مقومات السحر اللّبناني وهي القطاع الاستشفائي والتربوي من مدارس وجامعات، والقطاع المصرفي حتى أنهم يحاولون ضرب ثقافة اللّبناني بالسهر ولبس “الكرافات” واللّباس.
الشعلة بيد بكركي
ولكن بكركي تقف بالمرصاد أمام هذا المشروع، فهكذا عرفها التاريخ تُسرع لنجدة اللّبنانيين مع ظهور أي خطر يهدد وجودهم. ومن هنا كانت دعوة رأس البطريركية المارونية، البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي لعقد مؤتمر دولي “كالطائف” لتعذّر جلوس الأطراف اللّبنانية على طاولة واحدة. إلا أنّ ثمة من شكّك بهذه الدعوة واضعًا إياها في خانة “المستحيلات” في الوقت الراهن.
غير أنّ البطريرك الراعي لما كان ليُطلق مثل هذه المبادرة لو لم تكن بحوزته معطيات خارجية، بحسب محفوض الذي يشير في هذا السياق أيضًا إلى زيارة “الجبهة السيادية” للسفير البابوي في حاريصا الأسبوع الماضي حيث كان الحديث مطولًا حول هذا الموضوع.
ويشدّد على أنّ الفكرة تتبلور يومًا بعد الآخر خاصة أنّ اقليميًا ودوليًا يستشعر الجميع حجم خطورة ميليشيا حزب الله والتي تتخطى القدرات اللّبنانية المحلية على المواجهة. لافتًا إلى أنّ أي مواجهة بمستوى حزب الله، أي بتكافؤ الطرفين، ستسبب حربًا وبالتالي لا أحد يرغب بالذهاب إلى هذا الخيار.
ولكن عدم تحبيذه لفكرة الحرب لا تلغي خيار المواجهة عند محفوض الذي يحسم: إذا فُرض علينا الأمر وخُيّرنا بين أن نبقى أو لا نبقى “مش بس منعمل حرب، منعمل بيّ وإم الحرب” في حال كانت العملية تمس بوجودنا وكياننا وهويتنا.
ويربط أيضًا هذا الطرح بالمتغيرات الكبيرة التي تحصل إقليميًا ودوليًا بالإضافة إلى الحرب الأوكرانية – الروسية المستجدة التي ستدفع حكمًا إلى عقد هذا المؤتمر الضروري. فمن غير هذه الكوكبة الأممية لإنقاذ لبنان وانتشاله من براثم الأخطبوط حزب الله، هناك استحالة لحصول ذلك، على حدّ تعبيره.
ويلفت في السياق إلى محاولات حزب الله لإخفاء حقيقة تصديره مرتزقة من مسلحيه للمشاركة في الحرب على أوكرانيا والواقع غير ذلك. وتوجد تقارير بأسماء وأعداد واضحة وحتى الرواتب التي يتقاضاها المقاتلون.
وعليه، من وجهة نظر محفوض فإنّ هذا المؤتمر أصبح حاجة ملحة منعًا لانزلاق كيان لبنان ووجوده الحرّ.
أما بالنسبة لمن ينفي وجود لبنان على قائمة الأولويات الدولية، فلفت إلى آخر لقاء عُقد بين الرئيس الأميركي جو بايدن والبابا فرنسيس حيث كان الملف اللّبناني على جدول المحادثات.
ومن جهة ثانية، يشير إلى أنّ البطريرك الراعي لا ولم ولن يتوقف عن تحريك ملف القضية اللبنانية في كلّ الأروقة. ولولا ظروف كورونا والحرب المُستجدة ولولا الحركة في المنطقة بأكملها، كنا أمام جولة كبيرة للراعي على أروقة عواصم القرار في العالم والجدول ما زال قائمًا لتفعيل موضوع الحياد وطرح المؤتمر الدولي.
هذه الجولة ليست مؤجلة ولكن تحصل تدريجيًا، وهنا يكشف أنّ الراعي قد عقد أهم 3 لقاءات مع أهم 3 مرجعيات عربية وإقليمية. فإذًا يوجد من يحمل القضية اللبنانية ومن يدور بها، وبالتالي البعض سيُستفزون أكثر وأكثر لافتًا إلى الحملة التي شُنّت لتشويه مرامي الفاتيكان في حين أتى الجواب سريعًا من روما: من نركن إليه في لبنان هو الكنيسة المارونية، وهذا ليس بجديد فهناك علاقة تاريخية بينهما، وفقًا لمحفوض.
وختم موجهًا تحذيره لـ “ميليشيا” حزب الله: لا تجرونا لأمكنة لا نريد الدخول إليها، ونتمنى أن لا تتكرر حادثة عين الرمانة ولكن عليهم أن يعرفوا أنّ: من يدق الباب سيسمع الجواب، وما أُخذ بالقوة لا يُسترد إلا بالقانون!