إنتخابات 2022اهم الاخبارمحلياتمن الصحافة

مُرشحون “كومبارس”… والخلافات إلى العلن!

“ليبانون ديبايت”

مع إشتداد حماوة السباق الإنتخابي، والإحتدام السياسي على إيقاع الأزمة المالية المستفحلة، يبرز مأزق لم يعد من الممكن إخفاؤه بالنسبة للتحالفات الإنتخابية الظرفية وتشكيل اللوائح، وذلك، ضمن الفريق الواحد والحزب الواحد، حيث أن الخلافات قد خرجت كلها إلى العلن، وكرّت سبحة الإستقالات وفرطت تحالفات وعزفت شخصيات بارزة عن الترشّح فيما سُجّلت هجمة واضحة من قبل عدد كبير من المرشحين الذين يحملون صفة “كومبارس” أو “إحتياطي” وذلك في غالبية الدوائر الإنتخابية.

وعلى مسافة أيام معدودة من إنتهاء مهلة تسجيل اللوائح، يكشف الخبير الإنتخابي كمال فغالي عن “أسباب هذا المشهد الضبابي والفوضوي في عملية تركيب اللوائح وإختيار المرشحين، حيث يجزم بأن السبب الأساسي للإرباك الحاصل، هو في غياب التوازنات على مستوى المشهد السياسي والإنتخابي العام بعد قرار الرئيس سعد الحريري بالعزوف وبمقاطعة الإنتخابات”.

كذلك يوضح فغالي، إن “الأحزاب الكبرى والتقليدية تواجه العديد من المشاكل والعقبات وباتت تعاني أوضاعاً صعبة على صعيد إقناع قواعدها الشعبية كما الناخبين بأية شعارات أو برامج مستقبلية، خصوصاً وأن المنظومة قد انهارت بفعل الأزمات المتراكمة، وهو ما ساهم في زيادة مستوى الإرباك لدى كل الأطراف، وانعكس سلباً على مجمل عملية الترشيح وتشكيل اللوائح كما التحالفات ما بين أطراف سياسية وحزبية، هي في المبدأ حليفة وضمن فريق سياسي واحد”.

وبالتالي، وعلى الرغم من أن مرجعيات كبرى قد دخلت على خط إيجاد نقاط مشتركة، يمكن أن تلتقي عليها مكوّنات بعض اللوائح كما هي الحال على سبيل المثال في البقاع أو في الجبل أو حتى في الجنوب، فقد وصلت الخلافات والإنقسامات مرحلةً غير مسبوقة، وتجاوزت حدود التباينات الإنتخابية إلى مسائل متنوّعة، بعضها سياسي، وبعضها مرتبط بالصراع على النفوذ، ولكن بنتيجة هذا الأمر، فإن تشكيل أكثر من لائحة وفي عدة دوائر إنتخابية، يواجه تحديات قد تُطيح بتركيبتها المبدئية، وأبرزها أن أطرافاً بارزة تتّجه إلى ترك تحالفاتها السابقة والتعاون مع قوى سياسية كانت تُصنّف كخصومٍ لها على مدى الأعوام الماضية.

ومن جهة أخرى، وبالنسبة لأعداد المرشحين المرتفع في هذه الإنتخابات، وتحوّل البعض منهم إلى مرشحين كومبارس أو احتياط على لائحة الإنتظار لكي ينضموا إلى اللوائح في عدة دوائر إنتخابية، فيرى فغالي، أن “ذلك يعود إلى عاملين أساسيين:

أولاً، وعلى صعيد الطائفة السنية، حيث أن العديد من الشخصيات التي قررت الترشح قد اعتبرت أن مقاطعة تيار” المستقبل” وقيادات الطائفة عن الترشح، قد جعل من الساحة السياسية خاليةً أمامها ، فكانت هذه الهجمة من مرشحين سنّة وبشكل خاص في بيروت وصيدا، إذ في صيدا يوجد 20 مرشحاً يتنافسون على مقعدين ولن ينجح العديد منهم بالإلتحاق بأية لائحة.

ثانياً، وعلى صعيد الإقبال اللافت على الترشيح على مقاعد الأقليات، فإن هذا الأمر يرتبط بعدم فهم قانون الإنتخاب من قبل العديد من المرشحين، إضافةً إلى أن البعض يعتبر أن مقاعد الأقليات مضمونة لهم، وقد سُجل مثلاً ترشّح عشرات الشخصيات في دوائر العاصمة، حيث يتنافس 15 مرشحاً على المقعد الإنجيلي، وعشرون مرشحاً على مقعد الأقليات في الأشرفية. وفي جزين يتنافس 23 مرشحاً على ثلاثة مقاعد.

وفي المقابل، يشير فغالي، إلى أنّ “استمرار التعثّر في التحالفات وتشكيل اللوائح من قبل القوى السياسية والأحزاب البارزة، يُشكّل فرصة كبيرة للمجتمع المدني لكي يعزّز ظروف فوز مرشحيه في غالبية الدوائر الإنتخابية، وذلك إذا ما نجحت مجموعات الحراك المدني في توحيد لوائحها وتجميع قوتها في لائحة واحدة في كل الدوائر على امتداد المناطق اللبنانية، وهو ما لم يتحقق حتى الآن”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى