اهم الاخبارخارجيات

خبراء يتوقعون انتصار أوكرانيا.. وما هو أكثر من ذلك

عندما بدأ الغزو الروسي لأوكرانيا قبل ثلاثة أسابيع، اعتقد كثيرون، وحتى الروس أنفسهم، أن الحرب ستنتهي في غضون أيام، لصالح جيش الكرملين بسبب القوة التي يتمتع بها.

ولكن مع استمرار الحرب، واستبسال المقاومة الأوكرانية، بدأ خبراء يثقون في فرص فوز أوكرانيا بالحرب التي فرضها عليها الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين.

استشهد تقرير للإذاعة الوطنية العامة الأميركية “أن بي آر” بنجاح الاستراتجية الأوكرانية لصد الهجمات الروسية ميدانيا، حتى الآن، كمؤشر  لنصر محتمل للأوكرانيين، عكس ما كان يصبو إليه بوتين، عندما أعلن الحرب من جانب واحد.

فبينما احتلت روسيا مدينة خيرسون الجنوبية، منع الجيش الأوكراني والمدنيون الجيش الروسي من السيطرة على مدن رئيسية أخرى. 

وعانت روسيا أيضًا من خسائر كبيرة، مع تقديرات متحفظة تشير إلى مقتل أكثر من 7000 جندي روسي، وفقًا لصحيفة نيويورك تايمز.

الزميل البارز في مركز تحليل السياسة الأوروبية (CEPA)، ستيفن هوريل قال في حديث للمحطة الإذاعية الأميركية إن سبب افتقار روسيا للنجاح في ساحة المعركة بدأ قبل بدء الغزو ويمكن أن يُعزى إلى مشكلات منهجية، بما في ذلك الفساد وسوء التدريب والافتراضات السيئة.

ويعتقد هوريل، الذي اشتغل أيضًا ضابطا في المخابرات البحرية الأميركية، أن بوتين بصدد اكتشاف سير المعارك بطريقة مختلفة تمامًا عما كان يتوقعه.

وقال للإذاعة الوطنية العامة إن الرئيس الروسي كان يؤمن حقًا بأشياء غريبة، مثل “ترحيب الشعب الأوكراني بقواته”. 

وتابع “لقد فشلوا حتى في فهم أن القوات المسلحة الأوكرانية لعام 2022 تختلف كثيرًا عن القوات المسلحة الأوكرانية لعام 2014 عندما ضمت شبه جزيرة القرم.

وقال هوريل إن الحرب الروسية السابقة على أوكرانيا وفّرت للمقاومين “تدريبات لكن بنيران حقيقية” وسمحت لهم بتحديد النقص والتكيف معه بسرعة، مضيفا أن “روسيا يبدو أنها تعاني من مشاكل لوجستية هذه المرة”.

تعريف النصر لدى الأوكرانيين

مع وضع كل هذه العوامل في الاعتبار، قال هوريل إن روسيا يمكن أن “تفشل بالتأكيد” ، إما من حيث الأهداف الاستراتيجية، أو الهزيمة في ساحة المعركة، أو كليهما.

وتريد روسيا السيطرة على أوكرانيا وجعلها دولة ذات ميول غير غربية، لكن هوريل قال إن الشعب الأوكراني أظهر أن الغزو وحده لن يقضي على مُثله الغربية، وقال إنهم (الشعب الأوكراني) لن يقبلوا رئيسًا تختاره روسيا.

هوريل ذهب لأبعد من ذلك بالقول :”تعريف النصر لدى الأوكرانيين الآن لا يتلخص في الطرد الكامل للغزاة الروس، بل يتعداه لإعادة الحدود إلى عام 2014 قبل ضم شبه جزيرة القرم بشكل غير قانوني”.

من جانبه، قال الجنرال المتقاعد بن هودجز، الذي يشغل منصب رئيس معهد بيرشينغ للدراسات الإستراتيجية إنه بناءً على خبرته والتقارير الخاصة بنقص الذخيرة والتعثر الميداني الروسي، فإن الحرب قد تبلغ ذروتها خلال الأسبوع المقبل.

وكتب هودجز في تحليل أن التحدي الزمني بالنسبة لروسيا ليس فقط عسكريًا، فآثار العقوبات تتزايد، وربما تتخلف روسيا قريبًا عن سداد 150 مليار دولار من الديون بالعملات الأجنبية، بينما الاستياء المحلي الروسي (الرأي العام) آخذ في الازدياد.

وقال إن الولايات المتحدة والقوى الغربية الأخرى بحاجة إلى التحرك “بشكل عاجل” لتقديم مزيد من الدعم ضد روسيا.

والجمعة، تراجع خطر تخلف روسيا عن سداد ديونها بسبب العقوبات الغربية القاسية المفروضة عليها مؤقتا، بعدما دفعت فوائد مستحقة على هذه الأموال بقيمة 117 مليون دولار في المهلة المحددة.

وكان يفترض أن تسدد روسيا 117,2 مليون دولار مرتبطين بسندين في 16 مارس.

وأعلنت وزارة المال الروسية إنها صرفت الأموال اللازمة. وقالت في بيان إن “أمر الدفع الخاص للفوائد على السندات بقيمة إجمالية تبلغ 117,2 مليون دولار جرى تنفيذه”.

وقد تلقى المصرف الأميركي “جي بي مورغان” دفعة من البنك المركزي الروسي في هذا الإطار، وفق ما أكد مصدر مطلع على الملف، الخميس، لوكالة فرانس برس، من دون أن يعطي تفاصيل عن المبلغ الذي تسلمه المصرف.

وأدت العقوبات الغربية التي اتُخذت ردا على الهجوم الروسي على أوكرانيا إلى شلل في جزء من النظام المصرفي والمالي في روسيا وتسببت في انهيار الروبل.

وتشمل العقوبات تجميد الاحتياطات الروسية في الخارج التي تصل قيمتها إلى نحو 300 مليار دولار.

ويثير هذا مخاوف من أن موسكو لن تكون قادرة بعد الآن على الوفاء بالكثير من المواعيد النهائية لسداد الديون بالعملات الأجنبية خلال الفترة من مارس إلى أبريل، وبالتالي فهي في وضع التخلف عن السداد.

وحذرت وكالة التصنيف المالي، فيتش، الأسبوع الماضي من أن خطرا كهذا بات “وشيكا”.

وقد استغرق الأمر 12 عامًا حتى تتمكن روسيا من العودة إلى الاقتراض من الأسواق بعد التخلف عن سداد ديونها الداخلية في 1998، عندما أدى الوضع في آسيا إلى زعزعة اقتصادها.

جسر المساعدات الأميركية المستمر

أعلن وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكين، الثلاثاء، عن تقديم 800 مليون دولار إضافية للمساعدة الأمنية لأوكرانيا، وبذلك يصل المبلغ الإجمالي للمساعدات في الأسبوع الماضي وحده إلى مليار دولار.

وقال بلينكين إن التمويل الإضافي سيستخدم لأشياء مثل “الأنظمة المضادة للطائرات والدبابات والدروع وكذلك الأسلحة الصغيرة والذخائر التي تستخدمها قوات الأمن الأوكرانية على الأرض في الوقت الحالي في القتال للدفاع عن بلادهم”.

لكن معارضة الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي إنشاء منطقة حظر طيران فوق أوكرانيا، قد يكبح التفوق الأوكراني المسجل لحد الساعة، رغم أن الأميركية السابقة في أوكرانيا، ماري يوفانوفيتش، تعتقد أن هذا الموقف يجب أن يظل قائما.

وقالت يوفانوفيتش للإذاعة الأميركية  إنها تعتقد أن هناك طرقًا أخرى لفرض منطقة حظر طيران” وقالت: “أعتقد أن لدينا الكثير من الأشخاص الأذكياء في البنتاغون الذين يمكنهم اكتشاف طرق للقيام بذلك بطريقة أقل خطورة”.

المصدر: الحرة 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى