أبو الغيط لم يخفِ قلقه من أن يذهب لبنان الى الفوضى
تبقى المخاوف من أي اضطرابات أمنية أو تفجيرات وإشكالات قائمة وبقوة على الساحة الداخلية، مع وجود متضرّرين كثر من حصول الإنتخابات النيابية في موعدها، إضافة إلى وجود خلايا إرهابية، ومستفيدين من أي خضّات وأحداث قد تحصل، لا سيما أن البلد لا يخلو من بعض الخلايا الإرهابية وقواعد أصولية وتكفيرية، بينما يبقى القلق الأكبر من أن تدخل بعض القوى الإقليمية والدولية على خط الحرب الروسية ـ الأوكرانية، وتعمل على خلق فتنة أو تصفية حسابات خارجية.
في هذا السياق، ينقل وفق المعلومات، أن الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط، وخلال زيارته الأخيرة إلى بيروت، وفي بعض المجالس الخاصة، لم يخفِ قلقه من أن يذهب لبنان إلى الفوضى أو إشعال بعض الصراعات والتوتّرات، نظراً لجملة ظروف تحيط بالواقع اللبناني الحالي، إن لجهة انقساماته الداخلية، وانخراطه في محاور إقليمية من قبل بعض أطرافه وقواه السياسية، ومن ثم، وهنا بيت القصيد، أن هذا التدهور الإقتصادي والإجتماعي غير المسبوق، من شأنه أن يقحمه في مطبّات أمنية، وبلبلة في الشارع، على اعتبار أن ما وصل إليه اللبنانيون من حالة ميؤوس منها على الصعيدين الإجتماعي والإقتصادي، يمكن أن يؤدي إلى إقحامه في صراعات لا يمكن الخروج منها، في حال استمرت الأمور على ما هي عليه، كذلك حذّر أبو الغيط من خطورة الحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا، والتي ستؤثر في العالم برمّته، ولبنان لن يكون بمنأى عنها سياسياً واقتصادياً، لذلك طالب المسؤولين الذين التقاهم بوقف التصعيد السياسي تجاه كافة الدول العربية، مؤكداً أن الجامعة ستسعى لحلول قريبة، ولكن الجميع يترقّب نتائج الإنتخابات النيابية ليبنى على الشيء مقتضاه، مع حرصه على أن تجري وفق موعدها الدستوري المحدّد.
وفي الوقت عينه، أعرب أبو الغيط عن استعداد الجامعة العربية لإرسال بعثة حقوقية ودستورية للإشراف على مسار هذه الإنتخابات، وأكد أنه سيحضّ خلال اجتماع مجلس وزراء الخارجية العرب المقبل، على ضرورة دعم لبنان ومساندته، لا سيما في الأمور الإنسانية والصحية والإجتماعية والتربوية.
وفي سياق آخر، تشير المعطيات إلى أن الأسبوعين المقبلين من شأنهما التأكيد على جملة معطيات تحيط بالبلد، ويمكن البناء عليه لما هو آت:
– أولاً: ثمة انتظار لإعلان اللوائح بشكل كامل، على اعتبار أنه حتى الآن ثمة أطراف وقوى سياسية أساسية لم تعلن بعد لوائحها واستكمال تحالفاتها، ربما لترقّب ما ستؤول إليه الحرب بين أوكرانيا وروسيا وانعكاساتها على لبنان.
– ثانياً: ثمة متابعة لما يمكن أن يحصل في سوريا أو العراق أو دول المنطقة تحديداً في حال تفاقمت الحرب في أوروبا وامتدّت إلى أماكن أخرى، أو خلّفت ارتدادات وانعكاسات في أكثر من دولة، على خلفية حصول عمليات إرهابية وتنفيذ أجندات لبعض الأجهزة الدولية والإقليمة، وعندئذ لن يكون لبنان بمنأى عن كل هذه التطوّرات، لذا، قد تكون الإنتخابات النيابية من ضحايا هذه الأحداث والحروب بمعنى تأجيلها.
– ثالثاً: ترقّب لما سترسو عليه المفاوضات النووية بين طهران وواشنطن، أي أن البلد في حال ترقب لكل هذه الأجواء والأحداث لأنه من أكثر المتضرّرين إزاء ما يجري، وحيث القلق ينصبّ على تفاقم الأزمات الإجتماعية وكيفية مواجهة الدولة ومؤسّساتها لهذه الأعباء، في ظل ترهّلها وانهيارها، مما سيؤدي إلى الفوضى العارمة.
فادي عيد – الديار