تسميم الخصوم وقتلهم… ملاحقات وعمليات خاصّة وتجنيد شبكات؟!
أما حان الوقت لإحداث تغيير كبير على مستوى العالم، يغيّر خريطة الدول الفاعلة والمؤثّرة داخل الأمم المتحدة، ومجلس الأمن الدولي؟
فعلى سبيل المثال، دولة ضعيفة في الاقتصاد، والعلوم، والثقافة، والفنون، وعالم الفكر،… هي قادرة اليوم على تركيع العالم بأسره، بأقلّ من عشرة صواريخ باليستية، أو برأس نووي واحد ربما.
تُطالب بعض دول منطقتنا، بالسرّ والعَلَن، بتغيير النّظام العالمي، و(بتغيير) خريطة الدول التي تتمتّع بحقّ “الفيتو” في مجلس الأمن. ومن بين تلك الدول تركيا، صاحبة المشاريع التوسّعية، والتي تستخدم التعصّب الدّيني الإسلامي، كأداة للتوسّع الاستراتيجي.
وهذا النّوع من المطالبات، يؤدي الى مزيد من التفسّخ العالمي، ومن قلّة العدالة، انطلاقاً من أن من يعيّرون الخريطة الأممية القادرة على التأثير في العالم حالياً، بظلمها، ليسوا أفضل منها، ولا يهدفون في الأساس إلا لإزاحة سلطة، والجلوس مكانها، لا أكثر، ولا أقلّ.
العالم كما هو عليه الآن، لن يستقرّ في مستوى الشرور التي تتحكّم فيه حالياً. فمن لا يتقدّم، يتأخّر، حتى ولو أنه لا يشعر بذلك. والمؤسف أن من يتقدّم بالسلوكيات والممارسات الخطيرة، هو الذي يفرض شروطه ومعادلاته على الجميع، وسيفرضها أكثر فأكثر.
فعلى سبيل المثال، تتمتّع إيران اليوم، ومن خلال سلوكياتها الإرهابية، بمكانة أهمّ من دولة كبرى، تجبر الجميع على مراعاتها، وعلى السّير بما تفرضه عليهم، خوفاً من إرهابها.
في أي حال، القادم من الشرور مستقبلاً، قد لا يكون تقليدياً، سواء في السياسة، أو العسكر، أو التكنولوجيا…، وهو ما سينعكس على السياسة العالمية برمّتها.
فما بعد حرب أوكرانيا، لن يكون كما قبلها، وهي قد تُطلق العنان بحسب بعض الخبراء، لعالم جديد، يُخشى أن يكون إرهابياً، واستبدادياً، بلباس الدّفاع عن الحدود، والأوطان، والذات، حتى ولو أدى ذلك الى تسميم الخصوم، وقتلهم، سواء في داخل البلدان، أو حتى في خارجها، عبر الملاحقة، وتزايُد العمليات الخاصّة، وتجنيد الشبكات…
أكد مصدر مطلع أن “الأمم المتحدة تحوّلت الى عدّاد لأعداد القتلى والجرحى واللاجئين والنازحين…، وهي ما عادت قادرة على توحيد العالم تحت أي إطار. ولكن رغم ذلك، لا يُمكن الحديث عن بديل منها، لأن كثيراً من القوى الإقليمية العنيفة والمتطرّفة، في أكثر من منطقة حول العالم، ستُطالب بأن تكون ضمن الشّكل الأممي الجديد، وهو ما يهدّد بجعل التطرّف والإرهاب من المسلّمات العالمية العادية، بحجّة الدّفاع عن الذّات، أو الأوطان، أو الشعوب”.
وشدّد في حديث لوكالة “أخبار اليوم” على أن “العالم لن يرتاح إلا إذا جلست الولايات المتحدة الأميركية والصين، على طاولة واحدة. فواشنطن وبكين تشكّلان معاً، كتلة اقتصادية هي الأقوى عالمياً، وقادرة على التوصُّل الى قواسم مشتركة، في الملفات الدولية الحسّاسة. وهذا ما سيُريح العالم لمدّة من الزمن، وسيعطيه فترة من الهدنة، وسيضع حدّاً لكثير من التوتّرات الأمنية والعسكرية، لا سيّما أن روسيا تتّجه لأن تصبح تحت يد الصين، اقتصادياً ومالياً في المستقبل، أكثر فأكثر”.
ولفت المصدر الى أن “صعوبة التلاقي الأميركي – الصيني، تتعلّق بالمصالح المتفاوتة بين الطرفَيْن. وتلك الأخيرة قد تتطلّب بعض التضحيات، في بعض المناطق”.
وختم:”البلدان صاحبة الاقتصادات القوية، قادرة على أن تتحكّم بالعالم على مدى العقود القادمة. ولكن لا كلام جدياً حول أي نقطة، قبل انتهاء حرب أوكرانيا، لتحديد المُنطلقات العالمية الجديدة، خصوصاً أن روسيا عادت لتتقدّم صورة المواجهة مع الغرب، فيما تراجعت الصين الى الوراء على هذا الصعيد، منذ ما بعد بَدْء الهجوم الروسي على كييف”.