“المفاجآت تتوالى”… هل تكرّس الفراغ السني؟
“ليبانون ديبايت”
تتوالى المفاجآت على الساحة السنّية منذ اليوم الذي أعلن فيه رئيس تيار “المستقبل” سعد الحريري مقاطعة الإنتخابات النيابية، وإصراره على عدم خوض أي نائب أومسؤول في التيّار هذا الإستحقاق، ولكن من دون أن تتّضح حتى الساعة الإستراتيجية الحريرية، والتي دفعت إلى ما يشبه المقاطعة والغياب السنّي ترشيحاً واقتراعاً وبالتالي احتمال خسارة الطائفة نحو16 مقعداً نيابياً وفق تقديرات شركات الإستطلاع المختصة.
لكن المفاجأة غير المتوقّعة التي حملتها الأيام الأخيرة، تمثّلت في حركة من خارج السياق من قبل تيار “المستقبل”، بإتجاه أكثر من مرشّح محتمل لإقناعه بالعزوف مقابل إصرار النائب السابق مصطفى علوش على عدم ترك الساحة السنّية للفراغ.
فهل يعني الإنسحاب من المعادلة الإنتخابية، ترك الساحة السنّية للفراغ وبالتالي ترجيح كفة محور خصوم “المستقبل”؟
عن هذا السؤال يُجيب النائب السابق الدكتور أحمد فتفت، والناشط إنتخابياً على الساحة الشمالية، بأنّ “الطبيعة تكره الفراغ، ولا يجوز الحديث عن فراغ بكل ما للكلمة من معنى على مستوى التمثيل السنّي على مستوى الترشيحات التي سوف تأخذ صورتها النهائية منتصف ليل الثلاثاء-الأربعاء، بعد إقفال باب الترشيح في وزارة الداخلية”.
ويُؤكّد الدكتور فتفت لـ “ليبانون ديبايت”، أنّه لجهة الأهداف المخفية وراء قرار المقاطعة الذي اتخذه الرئيس الحريري، فهي تبقى غير واضحة، وإن كانت أسبابها عميقة والكلّ يتفهم هذا القرار. ويُضيف إن القرار بالمقاطعة لا يشمل الإقتراع، وبالتالي فإن جمهور وقواعد “المستقبل”، سوف يشاركون في الإنتخابات، وذلك خصوصاً بعد المواقف والدعوات التي صدرت عن دار الفتوى ورؤساء الحكومات السابقين إلى الناخبين للإقتراع في أيار المقبل.
لكن هذا الواقع لا يعني بالضرورة أن نسبة الإقتراع لن تكون متدنية وربما أقلّ ممّا كانت عليه في انتخابات 2018، يستدرك الدكتور فتفت، والذي يكشف أيضاً أنه “في الدورة الماضية لم تكن النسبة مرتفعة”.
ومن ضمن هذا السياق، لم يخفِ أنّ “عدد المرشحين السنّة قليل، ويتوزعون ما بين “السيء” و”الأسوأ”، إذا صحّ التعبير، ولكن من الضروري الإشارة إلى وجود عددٍ لا باس به من المرشحين الذين يدورون في فلك طروحات تيار “المستقبل” وليس التيار أو دائرة الرئيس الحريري”.
ويُشدّد الدكتور فتفت، على أنّ “الجمهور السنّي، يتفهّم قرار الرئيس الحريري ويسانده، ولكنه لا يستطيع أن يترك الساحة للفراغ، لأن من سيملأ هذا الفراغ الذي تركه عزوف التيار الأزرق، سيكون خصومه بالدرجة الأولى، إلاّ إذا كان الهدف الفعلي، هو تحميل هؤلاء الخصوم وهم فريق السلاح غير الشرعي المسؤولية عن الواقع المتردي والإنهيار الحالي”.
ومن ضمن هذا السياق، فإن استمرار التواصل والتنسيق بين في الملف الإنتخابي على مستوى الشارع السنّي في منطقة الشمال كما في العاصمة ودوائر إنتخابية أخرى، وبحسب الدكتور فتفت، يأتي بمعزل عن كل الإتجاهات العامة لـ “المستقبل”، وإنما لن يؤدي ذلك بالضرورة إلى عدم تلمّس آثار غياب التيّار، ذلك أن الغياب هو على الدوام خسارة ولكن المقاطعة الشعبية هي هزيمة، وبالتالي فإن غياب الرئيس الحريري، ليس خسارةً فقط للسنّة بل لكل الطوائف وكلّ القوى السياسية تجد نفسها اليوم مأزومة وكما هي الحال في البلد كلّه.