إنتخابات 2022اهم الاخبارخاص topskyمحليات

عند الامتحان: يُكرم لبنان أم يُهان؟

كتبت ديانا اسطيفان:

لا يختلف اثنان ان الوقت الراهن الذي يعيشه اللبنانيون هو من الاوقات الصعبة التي تمر عليهم، فبالرغم من تأزم الوضع الاقتصادي حيث اصبح من الصعب على اللبناني تأمين حاجاته اليومية الاساسية، ناهيك عن الاوضاع التي تحل به يوميًا جراء انقطاع الكهرباء وتدني نسبة الحرارة، ولا يمكن بالطبع ان ننسى الحرب الروسية الاوكرانية التي كان لها انعكاسات على الوضع اللبناني عمومًا، كأزمة الأمن غذائي وارتفاع اسعار المحروقات وغيرها الكثير، وتحمّل يا مواطن اذا بعد فيك تتحمّل.

اذا اردنا ان نذكر التحديات التي تواجه الشعب اللبناني يوميا، فلن تكفينا صفحة واحدة لذلك، ولسنا هنا لكي نتذمر على الوضع لكن لننقل الصورة الواقعية التي يعاني منها المواطن. ففي ظل كل ما يعيشه هذا الشعب نرى الغياب التام لحكامه ومسؤوليه وكأن لا حياة لمن تنادي، وما يستفز المواطن اكثر هو ظهور بعض المسؤولين على الشاشات ليقوموا بالقاء اللوم على الطبقة السياسية وكأنهم ليسوا جزء من هذه الطبقة، فيتسابقون لكسب عواطف الشعب قبل ذهابه لصناديق الاقتراع. لكن، عذرًا ايها المسؤول فالمواطن اللبناني لديه ذاكرة قوية او انتم من جعلتم من هذه الذاكرة لا تنسَ ما فعلتم بها، هل سينسى المواطن كيف انكم أحرقتموه، وسرقتموه، وهجرتموه، وعملتم كل ما في وسعكم لتفقروه وتذلوه يوميًا وتجعلونه يرى الموت خلاصًا لكل مشاكله؟ هل تعرفون ان شخصًا واحدًا يقدم على الانتحار في لبنان كل ٤٨ ساعة بحسب ما أشارت اليه أرقام قوى الامن الداخلي، او هل تعرفون ان عدد المهاجرين وصل ٧٧,٧٧٧ فردًا وعدد البطالة ٥٠ الفًا لعام ٢٠٢١ بحسب الدولية للمعلومات، هل سمعتم عن نسبة الفقر التي طالت ثلاثة ارباع الشعب اللبناني؟! نعم، فبحسب الاسكوا يعيش ٧٥ في المئة من الشعب في فقر مدقع لعام ٢٠٢١. طبعًا تعرفون كل هذه الارقام وغيرها الكثير، لكن على من تلقي مزاميرك يا داوود؟ اعذرونا، فقد نسينا ان لكم آذان ولا تسمعون ولكم عيون ولكن لا تبصرون.

وللمواطن اللبناني نسأل، ما هو دورك اليوم؟
هل ستسمح لنفسك برؤيتهم على شاشات التلفزة يكررون نفس الأحاديث؟ ام انك ستتحمل مسؤولية وطنك وستلجأ الى صناديق الاقتراع لتصنع التغيير الحقيقي وليس التغيير المزيف الذي سمعنا عنه مرارا من دون جدوى؟


ايها المواطن هذه المرة انت المسؤول عن حقوقك ولا تسمح بهؤلاء سلبها منك مرة أخرى، اذهب الى صناديق الاقتراع ولا تنسَ ان تأخذ معك ضميرك وكرامتك و الاهم ذاكرتك لتتذكر كل ما فعلوه بك، بعدها انتخب وانتقم منهم، ولا تقل لنفسك من أنا لأصنع التغيير، وصوتي ما رح يقدم ولا يأخر، انت اليوم المسؤول والجميع يتكل على وعيك، فكما يقول الكاتب الفرنسي جان جاك روسو “رصيد الديمقراطية الحقيقي ليس في صناديق الاقتراع فحسب، بل في وعي الناس”.  

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى