إنتخابات 2022اهم الاخبارمحلياتمن الصحافة

ارتفاع مؤشر تأجيل الانتخابات في ” بورصة الاشاعات” ..

هناك سؤال مطروح في كل البيئات السياسية اللبنانية، وهو ماذا يفعل فؤاد السنيورة ؟؟ وسؤال اخر بمقابله وهو هل فعلا يريد حزب الله حصول الانتخابات في موعدها؟؟ . وسؤال ثالث وهو هل ستؤجل فعلا الانتخابات لايلول الصيف القادم ؟؟ .

وخلال ال ٤٨ ساعة الأخيرة تم اغراق البلد بمعلومة لم تؤكد ، او إشاعة لم يتم نفيها، تقول ان فؤاد السنيورة حصل من الرياض على دعم سياسي او تأييد للقيام بدور قيادة العملية الانتخابية على مستوى الطائفة السنية في لبنان، و أيضا على رغم مستوى قوى ١٤ آذار!؟ . 

لا يوجد اية معلومات تنفي او تؤكد ” أخبار تلقى السنيورة دعم سعودي للقيام بدور مايسترو انتخابي للطائفة السنية، او للقوى السياسية من مختلف الطوائف التي تجتمع على رؤية سياسية واحدة معارضة لعهد عون ولحزب الله؛ ولكن مجرد تداول هذه المعلومة خلق نوعا من الحيوية داخل ” بورصة الانتخابات” التي حتى الآن لا يوجد يقين بأنها ستجري في موعدها في ١٥ ايار. 

ويصف أحد الشخصيات السياسية حالة عدم اليقين بإجراء انتخابات ١٥ أيار في موعدها بالقول : ليس هناك أية جهة في لبنان تستطيع القول أن الانتخابات جارية حتما في موعدها، كما أنه ليس هناك أية جهة في لبنان تستطيع القول أن الانتخابات لن تجري في موعدها.

 والواقع ان ” موعد اجراء الانتخابات” يتم التعامل معه من قبل أحزاب لبنان يوصفه لغزا سياسيا من الصعب سير غوره، وليس بوصفه موعدا دستوريا يجب احترامه والتقيد به.

وفيما لو قام اي مراقب برصد كم الإشاعات التي ظهرت في البلد خلال الأسبوع الأخير ، والتي تناولت ما اذا كانت الانتخابات ستجري في موعدها او انه سيتم تطييرها وتأجيلها، لتبين له أن عددها بلغ أكثر من عشر اشاعات، أي بمعدل إشاعتين تقريبا كل يوم ، واللافت ان كل هذه الاشاعات هي من ذاك النوع الذي  يمكن تأكيده، ولا يمكن نفيه، ولعل الهدف من ذلك هو ابقاء موعد ١٥ أيار معلقا على شماعة استمرار حالة الشكوك عند الناس بخصوص ان يبقى احتمال تطيير الانتخابات قائما في أذهانهم، وذلك حتى ما قبل لحظة فتح صناديقها امام استقبال الناخبين في صباح يوم ١٥ ايار . 

وفيما يلي نماذج من الإشاعات التي ظهرت في الأيام الأخيرة والتي اراد من خلالها مطلقوها الإيحاء بأن الانتخابات النيابية ستؤجل إلى موعد اخر، هو ايلول صيف ٢٠٢٢:

 إحدى أبرز الإشاعات عن احتمال تأجيل الانتخابات برزت بالتزامن مع خطاب أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله الذي أعلن فيه عن بدء حملة الحزب الرسمية لخوض الانتخابات، وواضح ان مصدر هذه الإشاعة كانت أجواء ذات صلة بحزب الله . 

وتقول هذه الإشاعة ان الغرب وحلفاءه أجروا استطلاعات انتخابية في لبنان ، ووصلوا بنتيجتها لاستنتاج يفيد بأنه لو جرت الانتخابات في موعدها في ١٥ ايار ، فإن حزب الله وحلفاءه سيحصلون على أغلبية نيابية . 

.. وتختم هذه الإشاعة بالقول انه نتيجة هذا الاستنتاج، قرر الحلف الخارجي والداخلي المعادي لحزب الله، تطيير انتخابات ١٥ أيار، وتأجيلها لموعد اخر قد يكون في نهايات الصيف القادم. 

واضح ان هذه الإشاعة تريد إيصال فكرة للرأي العام اللبناني، تقول التالي : 

اولا – تحميل خصوم حزب الله مسؤولية تأجيل الانتخابات فيما لو حصل هذا التأجيل غير المستبعد، بدليل – حسب سيناريو الاشاعة- أن نصر الله أعلن بدء الحملة الانتخابية استعدادا ليوم ١٥ ايار، فيما خصومه توصلوا لقناعة بأنه يجب تاجيلها حتى لا يحصل الحزب على أغلبية نيابية.

ثانيا – يريد الحزب من هذه الإشاعة إيصال فكرة للرأى العام اللبناني وبالذات لبيئته، تقول ان حزب الله غير خائف من إجراء الانتخابات في موعدها، ولذلك فهو غير معني بتأجيلها، بينما خصومه يخشون نتائج هذه الانتخابات، ولذلك هم يبحثون عن سبب لتأجيلها.  

ومن خلال قراءة مضمون هذه الإشاعة، يتضح أن حزب الله في هذه المرحلة يخوض معركتين اثنتين في ان معا: معركة الاستعداد لخوض الانتخابات في موعدها لأنه لا يملك يقينا بقدرته على تاجيلها .. ومعركة إبعاد المسؤولية عنه فيما لو تأجلت الانتخابات لانه ليس لديه حتى الآن تقدير موقف دقيق، ماذا سيحصل من تطورات داخلية و اقليمية خلال الفترة التي تفصله عن موعد اجراء الانتخابات.

 وبمقابل هذه الإشاعة التي هناك شكوك كبيرة بأن مصدرها بيئات تابعة لحزب الله ، برزت إشاعة أخرى لم يتسن على وجه الدقة معرفة من هي الجهة او الجهات التي تقف وراءها، وما مدى صدقية مضمونها.

وتقول هذه الإشاعة ان الأميركيين غير مهتمين بالانتخابات النيابية، وان كل اهتمامهم يتركز على انتخابات رئاسة الجمهورية المقبلة .

وتخلص هذه الإشاعة للقول إن هناك معلومات تؤكد على احتمال أن تجري أحداث و ترتيبات تقود إلى إجراء الانتخابات الرئاسية قبل الانتخابات النيابية.

ومن خلال هذه الإشاعات المتقابلة والمتضاربة يبدو بوضوح أن لبنان ذاهب الى انتخابات غير محتوم انه سيتم عقدها، أو اقله غير معروف ما هي الازمات السياسية التي ستبرز في حال إلغائها او عقدها؛ بمعنى هل ستقود نتائج الانتخابات فيما لو عقدت، إلى ازمة سياسية كبرى في البلد، كما حصل في العراق ، ام ان مسار تاجيلها فيما لو حصل سيقود الى بروز ازمة سياسية كبرى كما حصل في ليبيا ؟!!.

الهديل

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى