صفقة كاملة متكاملة على الأبواب
بقلم جوني منير – الجمهورية
قيل كثيراً خلال العام المنصرم إنّ سياسة «ادارة الظهر» التي انتهجتها إدارة جو بايدن تجاه الشرق الاوسط لا يمكن ان تدوم كثيراً. فالشرق الاوسط الذي يختزن ازمات هائلة ومشكلات معقدة سيلاحق الادارة الاميركية ويلزمها بالالتفات اليه. وهذا ما يصح وينطبق على المرحلة الراهنة ولو من باب الحرب المندلعة في اوكرانيا. فالهدنة المتأرجحة التي تعيشها جبهات اوكرانيا ستتحوّل في القريب العاجل الى جحيم حقيقي. ذلك انّ تقديرات الاستخبارات الاميركية تتحدث عن جولة عنف جديدة اكثر واشدّ عنفاً مما حصل خلال الأسبوعين الماضيين.
مدير الـ CIA وليم بيرنز وهو في المناسبة كان قد شغل سابقاً منصب سفير بلاده في موسكو، قال امام الكونغرس الاميركي انّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بات يعاني عزلة متزايدة وهو محبط وغاضب والأرجح انه سيحاول سحق الجيش الاوكراني من دون الاكتراث للخسائر التي ستقع في صفوف المدنيين. ولا شك في أن الاستنتاج المنطقي لمسار الاحداث يقود الى الخلاصة عينها، فعدا التصميم على استعادة الهيبة العسكرية التي لطالما ارتكزت عليها القيادة الروسية، فإنّ رهان بعض الدول الخارجية على تصاعد الاصوات المعترضة داخل روسيا بسبب الخسائر الاقتصادية جراء العقوبات، لا يمكن تجاوزه في المرحلة الراهنة الا من خلال الاندفاع في الحركة الهجومية. فهذا السلوك وحده قادر على منع بروز التشققات الداخلية. وهو ما يعني ان الكرملين مضطر الى سلوك نهج اكثر جرأة.