تحذير عاجل : توقع مواجهة عسكرية خلال ٧٢ ساعة بين حزب الله وإسرائيل

منذ يومين يقوم الطيران الإسرائيلي بخرق لافت لجدار الصوت فوق مناطق جنوب لبنان .
.. صحيح أن خرق الطائرات الإسرائيلية لجدار الصوت في الأجواء اللبنانية بات نوعا من الاعتداءات الاسرائيلية الروتينية على لبنان وذلك منذ سنوات ، ولكن خلال اليومين الماصيين حملت عمليات خرق الصوت الاسرائيلي في جنوب لبنان رسالة إسرائيلية تحذيرية ساخنة، وذلك كونها تأتي في سياق التوتر الحاصل بين طهران وتل أبيب بعد قيام اسرائيل قبل ثلاثة أيام بقصف موقع تابع للحرس الثوري الإيراني في ريف دمشق ما أودى بحياة ضابطين من أعضاء الحرس الثوري في هذا الموقع.
.. وعلى اثر هذا التطور العسكري الذي حدث يوم ما قبل امس في ريف دمشق ، قام جيش العدو الاسرائيلي بتعزيز حشوداته العسكرية على طول الحدود الفلسطينية المحتلة في منطقة الجليل، مع لبنان، وأيضا على طول خط الجولان المحتل مع سورية، حسبما أكدت ليل امس المصادر الإعلامية الإسرائيلية ومصادر ذات صلة بقوات اليونيفيل في منطقة خط ال ١٧٠١ في جنوب لبنان.
وتقول معلومات عاجلة وصلت لبيروت خلال الساعات الماضية ان هناك احتمالا جديا لأن تشهد الجبهة بين كل من لبنان وسورية من جهة وحزب الله والحرس الثوري من جهة ثانية مواجهة عسكرية وشيكة قد تحدث خلال ال ٧٢ ساعة القادمة .
وبحسب هذه المعلومات فان هناك مجموعة معطيات و مؤشرات تؤشر بجدية لاحتمال وقوع هذه المواجهة المحتملة خلال الأيام او حتى الساعات القليلة المقبلة، وأبرزها هو التالي :
اولا – ان مجرد قيام ايران بالإعلان رسميا عن سقوط ضابطين من الحرس الثوري جراء غارة إسرائيلية على ريف دمشق في سورية، يعد إشارة قوية من طهران على انها تتجه للرد العسكري على الغارة الإسرائيلية.
وتقول مصادر مواكبة عن كثب للوضع في سورية ان ايران لا تقوم بالإعلان عن سقوط خسائر بشرية لها في سورية بفعل الغارات الاسراىيلية، إلا إذا كانت تعتزم الرد عسكريا على إسرائيل، وذلك انطلاقا من سورية او من لبنان أو من كلتي الجبهتين معا.
وكان أبرز المحللين العسكريين في الصحافة العبرية أشاروا طوال الساعات الماضية إلى هذا المعطى، حيث أكدوا على انه عندما أعلنت ايران في مرة سابقة عن سقوط خسائر بشرية لها جراء غارات عسكرية إسرائيلية على سورية، قامت طهران بالرد بصواريخ استهدفت الجولان المحتل.
وتنقل تحليلات الصحافة العبرية نقلا عن محللين عسكريين مقربين من وزارة الدفاع الإسرائيلية أن التوقع في تل أبيب هو أن يشن الحرس الثوري ، ردا على مقتل ضابطين من الحرس الثوري، هجمات بالطائرات المسيرة، وليس عبر هجمات بالصواريخ. وقد يحدث رد الحرس الثوري بالتنسيق مع حزب الله ، حيث يتم الرد من الجبهتين اللبنانية والسورية في نفس الوقت، أو قد يبدأ من أحد الجبهتين ليتدحرج التصعيد ويشمل الجبهة الثانية .
ثانيا – تضيف هذه المصادر بان إسرائيل بحسب معطيات متداولة وسط أجواء قريبة من الأمم المتحدة، بات لديها شبه يقين بأن الحرس الثوري يخطط لتنفيذ رد عسكري على مقتل ضابطين من الحرس في غارة ريف دمشق .
وتتوقع هذه المعلومات ان يحدث الرد خلال الساعات ال ٧٢ القادمة . وان يتضمن توجيه مسيرات تحمل متفجرات نحو اهداف عسكرية في الجولان المحتل، وأن يتوسع الرد الايراني ليشمل هجمات بالمسيرات انطلاقا من جنوب لبنان باتجاه منطقة الجليل المحتل.
ثالثا – وتقول هذه المصادر أن تعمد الطيران الإسرائيلي خرق جدار الصوت على نحو متكرر في جنوب لبنان طوال اليومين الماضيين، يعتبر بمثابة رسالة تحذيرية لحزب الله تفيد بأن أي قصف من الحزب للداخل الفلسطيني المحتل، سيقابل برد عسكري إسرائيلي مباشر وفوري.
.. كما أن تعزيز إسرائيل لقواتها في الجليل و الجولان يعبر عن ان تل أبيب تأخذ المعلومات التي تتحدث عن استعداد الحرس الثوري للرد على مقتل ضابطين له في ريف دمشق، على محمل الجد بشكل كبير.
رابعا- بحسب مصادر دبلوماسية فان حالة التوتر في هذه المرحلة بين تل أبيب وطهران تبلغ الذروة ، والسبب في ذلك أن إسرائيل تخشى من حقيقة ان واشنطن اقتربت من لحظة توقيعها على الاتفاق النووي مع ايران، ولذلك فان تل ابيب معنية بالقيام بحدث عسكري مع ايران في سورية او مع حزب الله في لبنان حتى تحاول عبر هذا الأمر ارباك سلاسة حالة التفاوض التي تشهدها الآن مفاوضات فيينا.
.. أما من جهة طهران فهي تخشى من ان إسرائيل قد تفكر باستباق توقيع الاتفاق النووي في فيينا، لتقوم بتنفيذ عملية عسكرية ضد شبكة المفاعل النووية الإيرانية داخل ايران، ولذلك تريد طهران تسخين الوضع العسكري مع إسرائيل في لبنان وسورية، وفتح مواجهة عسكرية محسوبة معها على هاتين الجبهتنين تستغرق ايام ، وذلك لإشغال إسرائيل عسكريا، وجعلها تضطر لان تصرف النظر فيما لو كانت تفكر فعلا بذلك، عن تنفيذ ضربة ضد المنظومة النووية الإيرانية.
ومن هنا يقول هذا التحليل ان ايران تجد في الغارة الإسرائيلية على موقع للحرس الثوري الإيراني في ريف دمشق ومقتل اثنين من ضباط الحرس، فرصة ثمينة للرد من لبنان وسورية وجعل إسرائيل تواجه انشغال عسكري مع هذين البلدين في هذه المرحلة التي قد تكون إسرائيل قررت فيها أن الوقت الحالي هو الأنسب لتوجيه ضربة ضد إيران تعرقل توصل مفاوضات فيينا إلى خاتمة سعيدة لطهران الإدارة بايدن .
كما أن إسرائيل قد تجد أن الأنسب لها في هذا التوقيت ذات الصلة بمفاوضات فيينا، ان تطور الاشتباك مع الحرس الثوري وحزب الله في لبنان وسورية، بغية تسليط الضوء على ضرورة انه لا يجب على إدارة بايدن ان توقع اتفاق مع ايران لا يشمل وضع شرط تفكيك طهران لاذرعها العسكرية في الدول المحيطة بالكيان الصهيوني.
وترى هذه المصادر أن أسباب اندلاع مواجهة عسكرية بين الحرس الثوري وحزب الله من جهة وإسرائيل من جهة ثانية في كل من لبنان وسورية، باتت ناضجة وان الساعات المقبلة قد تحمل تطورا عسكريا خطرا جدا على هاتين الجبهتين، سيما وأن ميدان هذه المواجهة المرتقبة قد جرى خلال ال ٤٨ ساعة الماضية استنفاره من قبل الجانبين الاسرائيلي والإيراني؛ حيث أن الجيش الإسرائيلي رفع حالة التأهب على الحدود مع الجولان المحتل ومع لبنان ، بمقابل ان كلا من حزب الله والحرس الثوري هم على أهبة الجهوزية اللوجستية لبدء حملة شن غارات من قبل مسيرات على منطقتي الجليل والجولان.