محلياتمن الصحافة

باحث يكشف: لهذا السبب يُصاب الملقحون بالفيروس.. وما هي عوارض “أوميكرون” الخفي؟

ليبانون 24

بالأمس كشفت منظمة الصحة العالمية عن بديل جديد لأوميكرون BA.3 ، ليصبح هو المتحور الثالث لهذه السلالة الأكثر انتشارا حول العالم في الفترة الأخيرة، بدليل مؤكد أنّ المتحورات غيّرت اليوم المجرى العلمي للقاحات، وهو ما يعزز فرضية الإصابة مرتين او اكثر بكورونا للأشخاص الملقحين وغير الملقحين، ولهؤلاء الذين اكتسبوا مناعة بطبيعة الحال جراء الإصابة الأولى بكورونا. فهل حقيقة سقطت اللقاحات أمام أوميكرون، وأي تفسير علمي لاصابة الملقحين حتى بالجرعات المعززة بالفيروس؟ هل نعيش حقاً زمن أوميكرون الخفي؟

للوهلة الأولى قد تتخبط فكرة البحث عن الإجابات على هذه الأسئلة، بمقولة اشتهر فيها مؤخراً داني ألتمان وهو أستاذ علم المناعة في جامعة “كوليدج لندن”، وأحد أهم الباحثين في موضوع كورونا، حيث قال: “أحد الأشياء المروعة في هذا الوباء هو أن الناس لا يصدقون كل ما يقال من العلماء، لأننا نغير آراءنا كون الهدف متحرك”. بالتالي فأي تفسير علمي لحقيقة ما يحصل اليوم مع زيادة اعداد الإصابات وخصوصاً للأشخاص الملقحين وهؤلاء الذين أصيبوا سابقا بكورونا؟. 

تحذير: هذا ما سيحصل في حال الإصابة بـ”دلتا” و”أوميكرون” بالوقت نفسه!

5 أسئلة تختصر قصة “أوميكرون”.. وهذه إجابتها

في محاولة علمية للإجابة على هذه الأسئلة، يشرح الدكتور وسيم جابر الباحث في الفيزياء وتكنولوجيا النانو في حديث لـ”لبنان 24″ مقاربته للتفسير العلمي الأقرب الى “جنون” المتحور الجديد وأعراضه الخفية، ومدى فاعلية اللقاحات. يقول جابر: “من الباب العلمي، فيروس كورونا مركب جينياً ضمن سلسلة جينية مؤلفة من 1273 من الأحماض الأمينية، وعندما تتطور المتحورات يحدث تغيير على الشكل التاجي المعروف للفيروس، ما يؤدي الى تغيير جيني. وهذا التغيير يُعرف بالطفرات، ومنها ما يلتصق بقوة في خلايا الانسان كما حصل مع متحور دلتا، ومنها ما يكون بعوارض اقل حدة”.

دلتا مقارنة باوميكرون 

ففي “دلتا” كان لهذه الطفرة عوارض بيولوجية حادة على جسم الانسان، حيث كان المصابون بهذا المتحور يعانون من مشاكل خطيرة في الرئتين، ما يعني انّ قدرة التصاق عالية لهذه الطفرة على الانسان، بينما في اوميكرون وعلى الرغم من انتشاره السريع الا أنّ قدرة التصاقه “أخف” على الجسم لهذا عواضه اقل حدة من “دلتا”.

ولكن لماذا يُصاب الملقحون باوميكرون؟. يقول جابر: “تم تأسيس اللقاحات بناءً على شكل جيني خاص ارتبط الى حد كبير بمتحور دلتا، واليوم علمياً هناك سباق ما بين اللقاح وتطور الفيروس، فكورونا لديه سرعة تغيير اكبر بكثير من تصميم اللقاح، وبحسب العلماء فربما لم تعد تنفع بعض اللقاحات التي تم تأسيسها على اول ترتيب جيني لمتحور دلتا. والأسوأ بما نواجه هو اننا امام جزء خفي من اوميكرون لا يزال في مرحلة التطور”.

وبحسب جابر: “قد يحمل هذا التطور مجموعة من الابعاد الإيجابية التي يجب التوقف عندها، عندما نشير الى ما بات يُعرف بالاستقرار البيولوجي للفيروس. وهو ما يراهن عليه العلماء والأطباء مع انحسار الموجات الوبائية في كل العالم. امّا البعد السلبي فهو أن يفرز الفيروس المزيد من الطفرات بشكل اسرع من المختبرات العلمية والقدرة على تطوير لقاحات تناسب جميع أنواع المتحورات”.

اللقاحات مقابل تطور الفيروس 

فما المطلوب اليوم لمواكبة سرعة تطور الفيروس؟، يشير جابر الى أنّنا اليوم نواجه سرعة انتشار عالية، ولكن بسبب إصابة عدد كبير من المواطنين باوميكرون فهذا يعني اننا أقله في مرحلة مناعة مؤقتة مفترض أن تستمر لاشهر مقبلة، “وهنا يتوجب على الناس أولا واخيراً ان تكون على وعي كبير ومسؤولية ذاتية لمواجهة تحديات كورونا، وخصوصاً انّ قواعد الحماية أصبحت معروفة للعالم اجمع”.

ويتابع: “علمياً نحن لا نعلم طبيعة المتحور المقبل، نقول انّ هناك متحورا جديدا حتماً ، ولكن المريب أننا لا نعلم ان كان سيكون لديه قساوة بيولوجية على جسم الانسان ام سيكون متحورا ضعيفا”. 

اوميكرون الخفي

وهنا نعود الى ما ذكرته منظمة الصحة العالمية قبل يومين عن بديل جديد لأوميكرون نال مسمى BA.3 ، ليصبح هو المتحور الثالث لهذه السلالة الأكثر انتشارا حول العالم في الفترة الأخيرة، ومعه بدأت التحذيرات الجدية من السقوط المناعي مجددا. وبحسب جابر سُميت هذه الطفرة بالخفية لسبب رئيسي وهو “أنّه يظهر من دون عوارض وللأسف لا يتم رصده من خلال فحوص الـpcr، حيث غالبية النتائج تظهر سلبية فيما علمياً المريض يكون مصاباً به”.

ومن ابرز عوارض اوميكرون الخفي: الدوخة والتعب. وهنا تبرز من جديد أهمية الوعي الذاتي لدى الأشخاص للتخلص من هذا الكابوس الذي لف العالم بكثير من الحزن والوجع على فقدان احباء بسبب الفيروس اللعين. 

Related Articles

Back to top button