جنبلاط مُحاصر انتخابيًا.. و”القوات” ووجوه مستقّلة على الخطّ
قد يكون اعتكاف رئيس تيار المستقبل سعد الحريري العنوان الأبرز في مواكبة مستجدات الانتخابات النيابية. حيث وقع هذا القرار كالصاعقة على رؤوس حلفائه كافة ولكن الخسارة الأكبر كانت من نصيب رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط الذي أعلن الحداد السياسي يومها قائلًا: “المختارة وحيدة وحزينة”.
اليوم، انتهى الحداد والمختارة لم تعد حزينة بل محاصرة، حيث تُرصد محاولات “محور الممانعة” الحثيثة لاستهداف جنبلاط انتخابيًا وخاصة في الدوائر المشتركة. ويحاول خصوم جنبلاط قطف ثمرة اعتكاف الحريري وتوجيه ضربة قاسية له وذلك لاستيائهم من تصعيده الأخير بوجه حزب الله.
هذه ليست المرة الأولى التي تحاول فيها بعض القوى محاصرة جنبلاط، بحسب ما يؤكّد عضو كتلة اللّقاء الديموقراطي النائب بلال عبدالله. لافتًا إلى أنّهم قد اعتادوا على هذا الأمر غير أنّهم يحتكمون إلى خيار الناس.
والواقع يشير إلى أنّ من يحاول الاصطياد في الماء العكر غير راضِ عن آراء جنبلاط وحزبه، وفي هذا الإطار يلفت عبدالله إلى أنّ مواقفهم الوطنية السيادية العربية قد تكون مزعجة للبعض، ولكن يحسم: “هذا الأمر محسوم بالنسبة لنا لا نستطيع إلا أنّ نؤكّد على هوية لبنان العربية وعلى ضرورة تحييده عن الصراعات الإقليمية والدولية”.
ويشير في سياق متصل إلى أنّ هذا ليس الوقت المناسب لدرس وتعديل صيغة النظام على إيقاع الجوع والعوز والأزمات العاصفة في المنطقة لافتًا إلى أنّ “أخصامهم” قد تكون لديهم خيارات أخرى.
أما على خطّ التحالفات الانتخابية، فيشير عبدالله إلى الحلف الانتخابي مع حزب “القوات اللبنانية” في الجبل، حيث يتقاطع الهدف لتكريس العيش الواحد والحماية للمصالحة التاريخية بعد الحرب الأهلية التي أقامها البطريرك الماروني الراحل مار نصرالله بطرس صفير مع جنبلاط، والتي يكملها البطريرك الراعي.
وللوجوه الجديدة والمستقلّة حصّة أيضًا على خارطة التحالفات الاشتراكية، حيث يعرب عبدالله عن احترامهم للتنوع السياسي والطائفي في الجبل مؤكّدًا وجود الشخصيات المستقلة.
وفي موازاة ذلك، تداولت وسائل إعلامية حديثًا لجنبلاط قال فيه “برّي طلب وأنا لبّيت”. وجاء هذا التصريح ردًا على استياء محازبيه من ترشيحه للمصرفي مروان خير الدين، وفقًا للأخبار المتداولة في الصحف.
إلا أن عبدالله رأى، في حديثه لـ “السياسة” أنّه يوجد مبالغة في وسائل الإعلام، متسائلًا “هل هو سرّ تفاهمنا مع الرئيس برّي؟ هل هو جديد؟ نحن نجاهر بهذا الأمر، وحتى في انتخابات 2018 احترمنا إرادة التوافق في تلك المنطقة كما كان وقتها الرئيس برّي حريصًا على دعم لوائحنا في الجبل ودعم مرشّحنا في بيروت”.
وختم عبدالله حاسمًا الجدل: “خير الدين ينتمي لحزب ثانٍ وإذا كان مرشحًا فسيكون مرشّح الرئيس برّي”.
السياسة