هكذا يستعدّ “القوات” للمعركة الانتخابية
كتبت “المركزية”:
مع بدء العدّ العكسي للانتخابات النيابية في 15 أيار المقبل، أدارت الأحزاب اللبنانية ماكيناتها الانتخابية استعدادا للاستحقاق الدستوري. الجميع منشغل باختيار المرشحين واعداد اللوائح، واجراء الاحصاءات.
على غرار سائر الاحزاب، يمضي حزب القوات اللبنانية في مشواره الانتخابي بجدية بالغة مستنفرا جهازه الانتخابي لتحقيق المرتجى. رئيس الحزب سمير جعجع، في كلمة ألقاها ابان الاعلان عن التعبئة الحزبية الشاملة من أجل خوض المعركة الانتخابية، اكد أنها معركة مصيرية لإنقاذ لبنان من محاولة تغيير هويته وتاريخه، ومعركة اللبنانيين للتخلص من الواقع المزري الذي أوصلهم إليه تحالف “حزب الله” و”التيار الوطني الحر” ومن معهما. وأكد أن “فرص النجاح كبيرة جداً بسبب التحول الكبير في مزاج الرأي العام الذي لمس خطورة وجود سلطة لا تعبأ إلا بمصالحها وأوصلت البلد إلى الانهيار”.
فكيف يترجم مواقفه هذه ويعد عدة المعركة الفصل؟
مصادر معراب، تؤكد لـ”المركزية” “ان الحزب هو أكثر من يتعاطى مع مسألة الانتخابات النيابية بجدية وهو الأكثر حضوراً على الساحة السياسية. وعلى هذا الصعيد، ومنذ اللحظة التي أعلن فيها رئيس الحزب التعبئة العامة في الاجهزة، بدأت “القوات” التعبئة العامة والاستنفار على كل المستويات وفي كافة الميادين، وهي كخلية نحل لا تنام وتعمل بشكل متواصل وعلى مدار الساعة لتحقيق النجاح المأمول في الاستحقاق.
وتشير المصادر الى ان جهاز الانتخابات في “القوات” بدأ عمله منذ لحظة انتهاء الانتخابات النيابية الماضية منذ أربع سنوات، وبالتالي فإن ماكينته تقوم اليوم، بدورات مكثفة مع المسؤولين والقيادات في كل المناطق، وتنظم ورش عمل طويلة للمندوبين حول كيفية التعاطي مع الاعلام من جهة والمرشحين من جهة أخرى، آخذين في الاعتبار كل الاجراءات الضرورية حتى تلك التي لها علاقة بالاتصالات، والتي ربما ستكون سيئة او غير متوفرة في هذا الوقت نظراً لما يعاني منه لبنان. ويتعامل الجهاز مع الانتخابات، في كل منطقة وكأنها حاصلة في هذه اللحظة، من خلال تنسيق عمل كل فرد وإجراء تقييم لهذا العمل وتصحيح الأخطاء. كما يقوم الجهاز بتحضير لوائح الشطب والتنسيق مع المنسقين ومسؤولي المناطق ورئيس الماكينة الانتخابية لاستكمال التحضيرات اللوجستية وإدارة المعركة كما يجب، وتعيين المسؤول المركزي الذي سيقوم بتوزيع الادوار والمهمات.
الى جانب جهاز الانتخابات، لجنة تقوم بصياغة البرنامج الانتخابي لـ”القوات” على المستوى السياسي والاجتماعي والاقتصادي والبيئي والاستشفائي، وتقوم بمقاربة واقعية، ضمن برنامجها الانتخابي، لمعظم المشاكل التي يعاني منها لبنان وتضع الحلول بشكل موضوعي وعلمي.
بالاضافة الى ذلك، جهاز التسويق، يعمل من خلال منصة خاصة بالانتخابات، على متابعة المرشحين وتنظيم دورات مكثفة لكل من سيتعاطى في المجالين الاعلامي والاعلاني مع المرشحين، وكيفية العمل أكان على مستوى مواقع التواصل الاجتماعي او المنصة او الفيديوهات او التعبئة العامة. كما يقوم بتنظيم ورش عمل عديدة خارج إطار الاعلام في هذا السياق، لمعاينة النبض التام والجمع بطريقة واقعية بين مطالب القاعدة القواتية والقيادة، وبالتالي تكون القيادة، التي تتخذ القرارات على بيّنة من كافة الامور بشكل علمي وموضوعي لتجنب الاختلاف بالرأي بين القيادة والقاعدة. ويتم التطرق خلالها الى كل المشاكل والمعاناة وما يصل من معلومات والحملات… ومن ثم على مستوى القيادة، حيث يصار الى عملية غربلة كبيرة للمرشحين، وعقد اجتماعات مكثفة ولقاءات بعيدة من الاضواء لمتابعة ملف الانتخابات في كل المناطق بشكل دقيق.
ويضاف الى كل ما سبق، الجهاز الاعلامي الذي بدأ التواصل أكثر فأكثر مع الاعلاميين ويواكب كل المقالات والردود والحملات التي تتناول “القوات”، وهنا تتوقع المصادر ان يتزايد الضغط الاعلامي مع اقتراب موعد الانتخابات، من تشويه صور وحقائق، وبالتالي فإن الفريق جاهز للإجابة على اي تساؤل او طرح او فكرة للرد على اي تشويه حقائق.
وتؤكد المصادر ان المكتب اليوم عبارة عن فريق عمل كبير من مختلف المجالات، كالكتّاب والمصممين وخبراء التواصل، فريق متجانس من شبان وشابات يعمل كخلية نحل، ويتشاركون الأفكار والآراء والأهداف للوصول الى الغايات المنشودة من إنشائه والتي ستحدد تباعًا. ويعمل مكتب التنسيق والإعلان في القوات اللبنانية، خصوصًا في هذه المرحلة الدقيقة التي يمر بها لبنان بالذات، من أجل الوصول الى انتخابات نيابية شفافة تؤمن التمثيل الصحيح ولا تسمح لأي طرف من الأطراف بالتشويش على صوت الناخبين مهما اختلفت انتماءاتهم.
ويرتكز عمل المكتب على إعادة هيكلة كل حسابات الحزب الرسمية على مواقع التواصل، إن من حيث المضمون، او الشكل وما تتضمنه من صور، كما ويعمل على تأمين التغطية الشاملة لنشاطات المرشحين الى الانتخابات في الدوائر كافة، وقريبًا يقوم بإطلاق حملة تدريب للماكينات الانتخابية. كما أن أبرز مرتكزات عمل المكتب اليوم، وضع شعارات الحملة الانتخابية المرتقبة، من أجل إيصال أهداف القوات الى أكبر شريحة ممكنة في المجتمع، وخصوصًا أن الحزب اليوم هو المدافع الشرس عن حقوق اللبنانيين وعن مشروع الهيمنة الذي دمّر لبنان سياسيًا واقتصاديًا، لذلك ستكون شعارات الحملة بمثابة مشاريع وليس حبرًا على ورق.
وتشير المصادر الى ان الماكينات الانتخابية لـ”القوات” جاهزة منذ الآن في كل المناطق، لتشكل صلة الوصل بين الناخبين والمرشحين والمندوبين والمعنيين في المسألة الانتخابية لتأمين كل الاحتياجات. هذا بالاضافة الى غرفة عمليات مركزية مهمتها معالجة كل المشاكل التي تعترض العملية الانتخابية في أي بقعة من لبنان. وتتميز ماكينة “القوات” هذه السنة بالضخامة كي تتمكن من إنجاز المهام الكبيرة الملقاة على عاتقها، من تنظيم كبير ودقة وتأمين كل المسلتزمات الضرورية اللوجيستية وغيرها. تضاف إلى ذلك، الدائرة القانونية التي بدأت منذ اللحظة تحضير كل المستلزمات لمواكبة اي خرق او شائبة ممكن ان تعترض العملية الانتخابية لتكون جاهزة لتقديم الطعون ومواكبة اي مادة ممكن ان تتعرض لها القوات من الناحية القانونية ومن ناحية مراقبة العملية الانتخابية بكل شفافية ودقة. عدا عن ذلك، بدأت منذ الآن بتحضير لائحة باسم المرشحين مع أرقام هواتفهم ومسؤول الماكينة الانتخابية لكل مرشح ورقم هاتفه ورقم هاتف المسؤول الاعلامي الذي سيقوم باطلاع الرأي العام على سير العملية الانتخابية بدقة وتزويد الاعلاميين بالمعلومة الدقيقة والصحيحة كما عودت “القوات” اللبنانيين، في كافة مراحل الانتخابات، بأن تكون شفافة ودقيقة في إعطاء أي معلومة لوسائل الاعلام وتسهيل عملهم في أي بقعة من لبنان.
كما تم تجهيز غرفة جهاز الاعلام والتواصل بماكينة انتخابية شاملة لمواكبة الاستحقاق الدستوري من الناحية الاعلامية وتسهيل تواصل الاعلاميين مع الماكينة الانتخابية في اي نقطة من نقاط العملية الانتخابية. كل ذلك يجري على قدم وساق وتنسيق مع المرشحين ومتابعة نشاطاتهم وحملاتهم الانتخابية ومواكبتهم بفريق تصوير جاهز لتأمين الخبر بالصوت والصورة والنص ليكون جاهزا للاعلام.
وتلفت مصادر معراب الى ان الجهوزية نفسها التي تقوم بها القوات على صعيد الماكينات الانتخابية في كل المناطق، تقابلها ماكينة انتخابية مركزية لمواكبة كل ذلك، بالاضافة الى جهوزية مماثلة في الانتشار توازي التحضيرات التي تقوم بها في لبنان لناحية لوائح الشطب وتسجيل المغتربين ومواكبتهم وتأمين مراكز انتخاب لهم والتواصل معهم والاحصاءات الدقيقة والتحضيرات اللازمة.
وتشير المصادر إلى ان “القوات اللبنانية” بكامل أجهزتها من منسقي المناطق والامانة العامة في الحزب والمصالح والنواب بدأوا حملاتهم الانتخابية في المناطق ويقومون بتنظيم ندوات واجتماعات. وكل مرشحي “القوات” الذين تم الاعلان عن اسمائهم يعقدون لقاءات ليل نهار واجتماعات للاطلاع على المطالب ودرس كيفية بلورتها تحضيرا للانتخابات المقبلة.
كما أن ماكينة “القوات” لا تتواصل فقط مع القاعدة الحزبية إنما أيضاً مع كافة شرائح المجتمع، بالاضافة إلى التواصل مع الانتشار اللبناني في كافة أنحاء العالم، لما لهذا الاستحقاق من أهمية. وهي تخوض هذه المعركة، ليس من أجل زيادة عدد النواب إنما لاسترجاع هوية لبنان الحرية والثقافة، معركة أي لبنان نريد.
وتؤكد المصادر بأن “القوات اللبنانية” تعي جيدا دقة المرحلة والصعوبات التي يمرّ بها اللبنانيون ورغم ذلك، تعتبر أن الاستحقاق الانتخابي طريقة من طرق النضال وانه على رغم التحديات علينا ان نؤمن ببلدنا أرضاً وشعباً وألا نستسلم لأي ظروف مهما كانت صعبة لأن لبنان الدولة والجمهورية القوية يستحق منا هذا النضال.