عشاء ودّي جمع جنبلاط وارسلان في كليمنصو.. “بري بيمون” وفيتو على صالح الغريب!
جاء في الديار:
في ظل «المعممة» الانتخابية وسيل التحليلات عن المقاعد النيابية الدرزية، حل رئيس الحزب الديموقراطي اللبناني طلال ارسلان ضيفا على مائدة رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط في كليمنصو، في حضور مرشح الرئيس نبيه بري عن دائرة حاصبيا مروان خير الدين. وكان بري فاتح خير الدين بقراره في ترشيحه عن المقعد الدرزي في حاصبيا منذ فترة، وتسليمه في «كتلة التنمية والتحرير» الملفين الاقتصادي والمالي وتقديم الدراسات واقتراحات الورش في هذا المجال، كون خير الدين عضوا في الكتلة ويلتزم قراراتها والتصويت الى جانبها، وابلغ خير الدين جنبلاط وارسلان قرار بري ونال بركتهم بالإجماع والتزكية. علما ان خير الدين هو ابن شقيقة النائب الحالي انور الخليل وشقيق عقيلة ارسلان وعضو مجلس الرئاسة في الحزب الديموقراطي، ويرتبط بصداقة قوية مع جنبلاط ووهاب، واعطى جنبلاط توجيهاته لـ «الاشتراكيين» في حاصبيا بالاقتراع لخير الدين.
وفي المعلومات، ان جنبلاط حاول خلال الاجتماع مقايضة مقعد حاصبيا بالمقعد الدرزي في بيروت الثانية ولم يتم التوافق على هذا الامر، لان تسمية خير الدين في حاصبيا جاءت بقرار من بري شخصيا، فتم التوافق على خوض معركة هادئة، لكن رئيس التقدمي، وحسب المعلومات، وضع «فيتو» على ترشيح ارسلان للوزير السابق صالح الغريب في الدائرة الثانية في بيروت متمنيا طرح اسم آخر.
وحسب المعلومات أيضاً، تم التوافق على تجنب اي معركة درزية – درزية في دائرة عاليه وفق المعادلة التالية: عدم ترشيح جنبلاط درزيا ثانيا في لائحته وترك المقعد شاغرا لأرسلان، وبالمقابل فان لائحة ارسلان تضم «المير» فقط، وهذا يعني حصر المعركة على المقاعد المسيحية الثلاث، مارونيان وأرثوذكسي، بين «التيار الوطني الحر» و «القوات اللبنانية» وباقي الاطراف المسيحية.
لكن في دائرة الشوف، الامور مختلفة كليا، وستشهد معركة صعبة وقاسية بين لائحة جنبلاط و «القوات» وقوى سنية، وبين لائحة ارسلان ووهاب والتيار الوطني الحر وحزب الله وكل مكونات ٨ آذار، وستكون المنافسة شاملة على المقاعد الدرزية والمسيحية والسنية، وتحديدا على المقعد الدرزي بين وهاب والنائب المستقيل مروان حمادة، في ظل تفوّق تيمور جنبلاط، وحرص ارسلان ووهاب وباقي مكونات ٨ آذار على الخصوصية الجنبلاطية في الشوف. ولذلك ضمت لائحة ارسلان ووهاب درزيا واحدا، علما ان وهاب كان بحاجة لـ ١٥٠ صوتا للفوز مكان مروان حمادة في انتخابات ٢٠١٨، ورغم ذلك فان التوافق حاصل لجهة الابتعاد عن التشنجات والتوترات، وهذا ما اتفق عليه في اللقاء الاخير بين جنبلاط ووهاب على خوض معركة هادئة وديموقراطية. هذا مع العلم ان الشوف وعاليه دائرة واحدة تضم ١٣ نائبا : ٨ مقاعد في الشوف و٥ مقاعد في عاليه بينهم ٤ مقاعد للدروز.
وحسب المعلومات ايضا، ان تحالف «الاشتراكي» و «القوات» حسم شكل اللائحة في عاليه والشوف، خلال اللقاء الذي جمع منذ يومين مروان حمادة واكرم شهيب مع الدكتور سمير جعجع في معراب، وفي المعلومات ان «الاشتراكي» تخلى عن المقعد الأرثوذكسي وتسمية سامر خلف، وطالب بالماروني راجي السعد بعد تمنيات رجل اعمال معروف على جنبلاط كونه يرتبط بعلاقة «قربى» مع السعد، على ان يذهب المقعد الأرثوذكسي لـ «القوات».
وبالعودة الى عشاء جنبلاط وارسلان، فقد تم التوافق ايضا، على خوض معارك هادئة في البقاع الغربي بين مرشح جنبلاط وائل ابو فاعور ومرشح ٨ آذار طارق الداوود، وفي بعبدا لم يحسم اسم المرشح الدرزي، وان كان الاتجاه لعدم التسمية واعطاء الصوت التفضيلي للحلفاء نتيجة قوة مرشح جنبلاط. وفي المعلومات، ان الاجتماع سادته الاجواء الودية و «القفشات»، واخذ ملف المصالحات في قبرشمون والشويفات حيزا هاما مع وضع اللمسات الاخيرة للمصالحة، كما تم عرض شامل لتاريخ الدروز مرورا بأوكرانيا وفيينا ودروز جبل العرب.
وفي ظل التوافق الدرزي، وضعت مصادر في ٨ آذار كلام جنبلاط عن الالغاء في الاطار الانتخابي فقط، وشد العصب الدرزي لا أكثر ولا أقل، وليس له اي وجود على ارض الواقع، وجنبلاط يدرك انه لا يمكن إلغاء احد في البلد، واعلن تحالفه مع «القوات» في عز الهجوم «القواتي» على الثنائي الشيعي وتحديدا على بري، ولم يصدر اي اعتراض من الثنائي، لأن المسالة تخص جنبلاط وهي من ضمن اللعبة الديموقراطية، ومن الطبيعي ان يكون حزب الله مع حلفائه، والداعم الاول لهم في كل المناطق من دون ان يتدخل في خياراتهم وتحالفاتهم ومواقفهم، وهو يبارك اي لقاء بين القيادات الدرزية، وبالتالي لا معنى لكلام جنبلاط عن الالغاء مطلقا، ولا أحدا يريد استهدافه، وكلامه لا يُصنف الا في اطار التحريض الانتخابي المحض، وهذه الخطابات ستغزو الساحة حتى ١٥ ايار.