اهم الاخبارمحلياتمن الصحافة

إلى النائمين.. لا مصلحة للبنان بسياسة “مين ما أخد إمي صار عمّي” العربية؟!

عن أي عالم عربي تحدّثنا بعض الأطراف اللبنانية المُستميتة في “إشهار” عروبتها، فيما لم نجد حتى الساعة أي موقف عربي موحّد من حرب أوكرانيا، يُدين الهجمات العسكرية الروسية عليها؟

كيف؟

قد لا يرغب البعض في سماع ما سنقوله. ولكن لا بدّ من وضع العلاقات بين بعض الأطراف والأحزاب اللبنانية مع الدول العربية، على مشرحة البحث والتدقيق، إذ كيف يُمكن للعالم العربي أن يدعم حقّ الشعب الفلسطيني في الحرية، وفي أن تكون له دولة، وكيف يُمكن للعالم العربي الذي دافع عن الكويت بعد الغزو العراقي في عام 1990، (كيف يمكنه) أن يصمت عن الغزو الروسي لأوكرانيا؟

صمتوا

وهل يُمكننا نحن في لبنان، وبعدما عانَيْنا من احتلال سوري، صمت العرب عنه بين عامَي 1990 و2004، أن نتقبّل واقع أن المصالح المشتركة بين الروس والعرب، خصوصاً في مجال الطاقة، هي التي تتحكّم بالموقف العربي من غزوٍ ديكتاتوري لأوكرانيا؟ وماذا لو تحكّمت المصالح العربية مستقبلاً، بموقف العرب من قضيّة لا تناسب اللبنانيين، أو بعضهم على الأقلّ، كما كانت عليه الحال مع الاحتلال السوري سابقاً؟

“نبصم”

فهل نبرّر نحن في لبنان، أن تمتنع الإمارات مثلاً، عن التصويت على مشروع قرار في مجلس الأمن يدين الغزو الروسي لأوكرانيا، ويطالب موسكو بسَحْب قوّاتها، وهو ما حصل الأسبوع الفائت، وذلك لأن إمارة دبي نقطة جذب للاستثمارات الروسية، ووجهة النّخب الروسية لقضاء الإجازات؟

وهل يجوز لنا، نحن في لبنان، أن “نبصم” على المقايضة الإماراتية – الروسية في مجلس الأمن، على مستوى الامتناع عن إدانة غزو أوكرانيا، مقابل امتناع موسكو عن معارضة قرار مجلس الأمن الأخير حول تصنيف “أنصار الله” جماعة إرهابية، مع توسيع الحظر على إيصال الأسلحة إلى اليمن، ليشمل كل “الحوثيين”، وذلك بعدما كان مقتصراً على أفراد وشركات محدّدة؟

إعادة النّظر

وهل يكتفي الالتقاء على محاربة الأنشطة الإيرانية الخبيثة في المنطقة، لنكون نحن في لبنان، من صُلب العروبة النّابضة، وذلك حتى ولو اختار بعض العرب انتهاج سياسة “مين ما أخد أمي، صار عمّي”؟

فرئيس وزراء قطر الأسبق، حمد بن جاسم، والذي يؤكّد خبراء أنه لا يزال يمثّل خطّاً سياسياً عربياً معيّناً، توجّه برسالة إلى دول الخليج حول ضرورة إعادة النظر في أوضاعها بشتّى المجالات، قائلاً إن مصداقية أوروبا وأميركا وحلف “الناتو” أصبحت على المحكّ، في ظلّ رحى الحرب الدائرة في أوكرانيا، مؤكداً أنه لا بدّ للدول من أن تدرس أوضاعها ومستقبلها وتقيّم تحالفاتها على أُسُس علمية واستراتيجة، بعيداً من العواطف والظروف الآنية، ومن دون ارتجال واستعجال.

مصلحة؟

ورأى بن جاسم أن أوروبا المصدومة اليوم تدرس بشكل جماعي ومنفرد واقعها ومستقبلها، وتستذكر أيام “الحرب الباردة” بين الشرق والغرب، وأوضاعها ما قبل الحرب العالمية الثانية.

فماذا لو وجد بعض العرب، بعد مدّة، أن الحلف الروسي – الصيني أكثر إيجابية لهم؟ وهل من مصلحة لنا نحن في لبنان، في ما لو حصل ذلك، فيما مكوّنات لبنانية أساسيّة، ومسيحيّة تحديداً، هي عربيّة أيضاً، تنشد الحرية، وأفضل العلاقات مع الغرب، ومع “العالم الحرّ”؟

وهل تصحو بعض الأحزاب اللبنانية النّائمة، والحالمة بأفضل العلاقات مع عُمق عربي، لا شيء يجمعها به عملياً، سوى التلاقي المرحلي على العداء لإيران، وذلك قبل فوات الأوان؟

تكذب

أكد مصدر مُطَّلِع أن “لبنان بات في أسوأ أحواله، وضمن المرحلة الأصعب. وهو ما سيزداد سوءاً مع التغيّر الكبير الذي يحصل في العالم حالياً”.

وشدّد في حديث لوكالة “أخبار اليوم” على أن “لا عجب كثيراً من عَدَم اتّخاذ العرب أي موقف مُسانِد لحريّة أوكرانيا، خصوصاً أن لا اتّفاق فعلياً بينهم على أي ملف. أما نحن في لبنان، فلسنا إلا أمام سلطة منقسمة، بين موالاة ومعارضة، تكذب على الناس بوعود مختلفة، ليست في متناول يدها”.

عروبة

وانتقد المصدر “الأحزاب اللبنانية التي تُنادي بعروبة، لا تنسجم عملياً معها، إلا تحت راية النّظر الى الخطر الإيراني، أو ربما التركي. وهو ما يجعل لبنان خارج أي معادلة، ويُمعن في عزله، وذلك مع الإبقاء على أي التفاتة عربية تجاهه، مرهونة ببعض المصالح العربية مع الدول الكبرى”.

وختم:”المصالح الصغيرة والضيّقة، هي التي تقيّد المواقف العربية الكبرى، منذ الستينيات. وما يزيد الطّين بلّة، هو أن لا سياسة عربية استراتيجية وموحّدة، حتى الساعة”.

أخبار اليوم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى