اهم الاخبارمحليات

طرح “باسيلي” بنفحة علمانية.. “الرئيس من الشعب”؟!

كتبت ماريان طوق في “السياسة”:

الاستحقاق النيابي ليس الوحيد الذي ينتظر لبنان في الفترة المقبلة. فبعبدا، والتي تتعبد الطريق المؤدية إليها باتفاقيات وتفاهمات ومناكفات كلّ 6 سنوات، تنتظر رئيسًا جديدًا بعد أشهر قليلة.

ومع اقتراب عهد رئيس الجمهورية الحالي ميشال عون إلى نهايته، يُفتح باب الجدل من جديد على مصرعيه. حيث وجّه مؤخرًا رئيس التيار الوطني الحرّ النائب جبران باسيل دعوة بـ “نفحة علمانية” لانتخاب رئيس الجمهورية من الشعب مباشرةً.

من الناحية القانونية، إن هذا الطرح لا يستقيم مع أحكام الدستور كون المادة 49 من الدستور اللّبناني قد نصّت على آلية انتخاب رئيس الجمهورية بحسب ما يؤكّد الخبير الدستوري سعيد مالك.   

مالك وفي حديث لـ “السياسة” يرى أنّ أي ذهاب بهذا الاتجاه يستوجب تعديل الدستور ومع كلّ ما يستتبع ذلك من آلية معقدة، لذلك يستبعد أن يجد هذا الطرح طريقه في الوقت الحاضر. 

وما يحتاجه هذا الطرح يتخطّى التعديلات الدستورية، إذ يلفت مالك إلى أنّ هذا الأمر بحاجة إلى توافق ومناخ سياسي معيّن، شارحًا أنّ طرح هكذا مواضيع مفصلية يجب أنّ يتمّ ضمن أجواء باردة وليست ساخنة كالأجواء اليوم. ومن ناحية أخرى، يشير  إلى أنّ هذا الطرح يضرب ما يُسمى الروح التوافقية والتي يجب أن تكون قائمة بين نسيج الوطن، لا سيما وأنّ الاحتكام إلى الأكثرية العددية أمر لا يستقيم ولا يبني وطنًا. 

وعليه، يحسم مالك الجدل الذي أثاره تصريح باسيل، بالتأكيد على أنّ من باب التوافقية وضرورة التوافق على هواجس بعض الشرائح، لا يمكن اعتماد العددية لانتخاب رئيس الجمهورية، على اعتبار أنّ هذه الانتخابات لها معايير وقواعد وآلية.

إلّا أنّ هذا الطرح الذي انطلق من رئيس “التيار العوني”، لاقى استحسان أعضاء تكتله. حيث أكّد عضو تكتل لبنان القوي، النائب ماريو عون أنّ هذا الطرح طبيعي جدًا في نظام ديموقراطي ليبيرالي كالنظام اللبناني، لافتًا إلى أنّ هذه الخطوة تُكسب الانتخابات شرعية مؤكّدة لرئاسة الجمهورية إضافة إلى دفع للذهاب نحو تغيير مفهوم ممارسة الحكم في لبنان. ويعتبر أنّ الرئيس عندما يُنتخب من الشعب يكون قد استحصل على تثبيت لصلاحياته الدستورية.

وفي حديث لـ “السياسة”، يلفت عون إلى أنّ موضوع النظام يُطرح اليوم، نظرًا لكلّ العثرات التي واجهناها في السنوات الأخيرة، وهذا النظام يتجسّد برئاسة الجمهورية التي يجب أن تكون أقوى من ما هي عليه حيث أصبحت بلا صلاحيات.        

ولكن هل من مُستجيب لهذا الطرح؟ يؤكّد ماريو عون أنّ الوزير باسيل و”التيار” وربما بعض الأفرقاء يفكّرون بالطريقة نفسها، حيث الوضع من غير الممكن أن يستمر على هذه الحال والخلافات القائمة عميقة وقد نصل إلى فراغ رئاسي مرّة جديدة. 

لذلك يختصر ماريو عون هذه الدعوة “الباسيلية” بعاملين فقط: الخوف من الفراغ والتعزيز للممارسة الدستورية والقانونية لرئيس الجمهورية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى