اهم الاخبارمحلياتمن الصحافة

لماذا اختار تنظيم “داعش” الساحة اللبنانيّة لتنفيذ عمليّته؟

كتب مهدي كريّم في النهار:

ثلاثة مواقع ضمن الضاحية الجنوبيّة كانت هدفاً لعمليّة إرهابيّة من تخطيط تنظيم “داعش” “وفاءً لدماء زعيمها”، هذا ما كشفه وزير الداخلية والبلديات بسام المولوي في مؤتمر صحافيّ الى جانب المدير العام لقوى الأمن الداخليّ اللواء عماد عثمان. وأعلن المولوي عن “توقيف جماعة إرهابيّة من التابعية الفلسطينية تجنّد شبّاناً لتنفيذ عمليّات انتحاريّة بأحزمة ناسفة وقذائف صاروخيّة”، معتبراً أّنّ “قوى الأمن الداخليّ هم أبطال هذه العمليّة”.

على الصعيد الداخليّ، هذه العملية تأتي قبل أشهر قليلة من موعد الانتخابات النيابيّة المنتظرة في أيار المقبل، وفي وقت يكثر الحديث عن حدث أمنيّ قد يؤدّي الى تأجيلها. أمّا خارجيّاً فهي تأتي في وقت يتزايد فيه الحديث عن نشاط الحركة الإرهابية في الساحتين العراقية والسورية، حيث قتل ضابط برتبة ملازم و10 جنود في هجوم عنيف شنّه مسلّحو “داعش” على ثكنة تابعة للجيش العراقيّ بمحافظة ديالى في كانون الثاني الماضي، وهجوم آخر للتنظيم الإرهابي على سجن الصناعة الواقع في مدينة الحسكة السورية.

“داعش” لم يمت 

هذه الأحداث المتلاحقة في أكثر من ساحة تُبيّن عن نيّة التنظيم العودة الى الضوء مجدّداً، رغم أزمة القيادة التي يعيشها مع مقتل زعيمه أبو إبراهيم الهاشمي القرشي في عملية أمنية أميركيّة شمالي سوريا، لذا يرى العميد المتقاعد الياس حنّا أنّ “(داعش) لم يمت، فالإرهاب الذي كانت تمثله عندما كانت تسيطر على مساحات واسعة انتقل الى مرحلة ثانية، وهذه العملية التي كانت تحضّر لها الخليّة قد تكون استغرقت أشهراً، أي حتّى قبل اغتيال القريشيّ”. ولكن ما هو السبب في اختيار الساحة ال#لبنانيّة هذه المرّة في حين أنّ الساحتين العراقية والسورية قد تكونان أسهل لتحركات “داعش”؟ يُجيب حنا أنّ “الساحة اللبنانية مفتوحة بالمعنى الأمنيّ، لذا فقد اختاروا الهدف الذي يتّخذ بُعداً إعلاميّاً أكبر لناحية إظهار هشاشة “حزب الله” إذ إنّ التفجيرات كانت ستحدث في مناطق نفوذه”.

غياب الخطر الوجوديّ 

يستبعد حنا فرضية ربط هذه العملية بتأجيل الانتخابات النيابية، إذ إنّها “تأتي قبل شهرين من موعد الانتخابات، ومن الصعب أن تؤثّر عليها في هذا التوقيت، وبمجمل الأحوال فإنّ العملية تُعطي تحذيراً لكيفية التصرف قبل الانتخابات، ففي مجال محاربة الإرهاب الأساس هو الاستباق، إذ يجب الكشف عن العملية قد تنفيذها وإلّا فإنّ الإرهابي يكون هو الرابح”. كما يلفت حنا إلى أنّ الخطر الوجوديّ الذي كان يمثّله “داعش” على لبنان لم يَعُد موجوداً، إذ إنّ امتداد التنظيم في وقت سابق من عرسال الى العراق مروراً بسوريا لم يعد موجوداً”.

ومن الملاحظ أنّ هذه العملية جاءت بعد أشهر قليلة على خبر انتقال عشرات الشبّان اللبنانيين من الشمال للالتحاق بالتنظيم في العراق، وهنا يُحذّر حنا من أنّ القادر على تهريب اللبنانيين الى العراق عبر سوريا يمكنه إدخال أشخاص الى لبنان.

تشكيك بالعمليّة 

أمّا المحامي محمد صبلوح فيستغرب كيف تمكّنت قوى الأمن الداخلي من امتلاك تقنيات عالية مكّنتها من الكشف عن هذه العملية، في حين أنّها عجزت عن الكشف عن انتقال 65 شاباً على مدى 3 أشهر الى العراق. لذا يطرح صبلوح العديد من علامات الاستفهام حول الكشف عن هذه العملية بعد فترة وجيزة من الكشف عن عملية اكتشاف 17 شبكة تجسّس إسرائيلية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى