“ما دخلني هيك بدو ميشال معوّض”… الجميّل لسعادة: ما منقدر نسقّط جبران
غبارٌ سياسي وانتخابي كثيف يحيط بدائرة الشمال الثالثة. تكاد المعركة تُختصَر على “محور” البترون-الكورة-زغرتا-بشرّي بعنوانٍ واحد: إسقاط جبران باسيل. لكن في الطريق إلى خطّ النهاية ينفجر الكثير من الألغام.
انتهى الكباش بين رئيس حزب الكتائب سامي الجميّل والنائب السابق ورئيس إقليم البترون المستقيل سامر سعادة بنشر الغسيل بين “الرفيقين”.
يتّهم الجميّل سعادة بـ”الولدنات وتكبير الرأس” بسبب اعتراضه على تبنّي رئيس الكتائب ترشيح مجد بطرس حرب في البترون، وسعادة يتحدّث عن “صفقة هي أقرب إلى شيك بلا رصيد “باعَ” من خلالها الجميّل كتائبيّي البترون”.
يجزم سامر سعادة لـ”أساس” أنّ “القوّة الناخبة الكتائبية في البترون لن تلتزم خيار القيادة الكتائبيّة، وستتوزّع الأصوات في ظلّ فقدان المرجعيّة الحزبية في القضاء”.
يضيف سعادة: “يبرّر الجميّل في العلن أنّ غاية هذا التحالف دعم قوى التغيير وإسقاط جبران باسيل، مع العلم أنّه اعترف أمامي بأنّه “ما بيقدر يسقّط جبران”.
ويوضح: “في أول اجتماع لي مع الجميّل قال لي: “ما دخلني. هيك بدو ميشال معوّض”. قلت له: أنت رئيس الكتائب وما بيقدر معوّض يفرض عليك أيّ أمر”.
يردّ سعادة على الرسائل التي وجّهها إليه الجميّل خلال حفل إطلاق الماكينة الانتخابية للكتائب بالقول: “لا أريد أن أنزل إلى هذا المستوى من الردّ. لكن إذا كان يتحدّث عن تضحية، أفلا يُفترض أن يسألنا رأينا في قرار التضحية بنا؟ أو “يعتبرنا رتّش” يأخذنا إلى حيثما يريد من دون ردّة فعل. يفرض النظام الحزبي مشاركة القاعدة في القرار. هذا حزب وليس شركة خاصة”.
يؤكّد سعادة أنّ “سامي الجميل تفاوض على التحالف مع مجد حرب ووصل إلى اتفاق معه في السرّ، فيما كان ينكر هذا الأمر طوال الفترة الماضية”.
يعتبر نائب البترون السابق أنّ “ما قام به الجميّل هو صفقة فرضها علينا”، متسائلاً: “أين التضحية حين يقول في الغرف المغلقة “ما فينا نربح بالبترون”. فيما التضحية الحقيقية تحصل في المنطقة التي يكون حزب الكتائب قويّاً فيها كالمتن”.
يضيف: “إذا ما فيك تربح لماذا تضحّي إذاً؟ ولأنو ما فينا نربح هل تدعم مجد حرب لينضمّ إلى كتلتك؟ هذا يعني أنّك قمت بصفقة على رأس رفاقك في الحزب تحت شعار دعم “قوى التغيير” وضدّ المنظومة، فيما تتحالف اليوم مع “ابن” المنظومة وأحد رموز الإقطاع بطرس حرب”.
يكرّر سعادة أنّ “المسألة ليست قصّة طموح شخصي و”تكبير رأس”، والدليل أنّني طالبت بتمثيل كتائب البترون بغضّ النظر عن الاسم. فهل المطلوب أن نقف في الزاوية ونذعن للقرار؟”.
خمس لوائح
“زوبعة” الكتائب ستكرّس الشرخ الحزبي لدى الكتائب في البترون من دون أن تؤثّر على المسار العامّ لمعركة “تكسير الرؤوس” في إحدى أكثر البقع الانتخابية حماوة. فالبلوك الكتائبي البالغ 3,599 صوتاً ليس حاسماً على ساحة “تصفية الحسابات” والتمهيد لمعركة رئاسة الجمهورية.
تبرز حتى الآن في دائرة الشمال الثالثة خمس لوائح: لائحة التيار الوطني الحر، لائحة القوات اللبنانية، لائحة الكتائب وميشال معوّض وحرب، لائحة المردة، ولائحة “شمالنا”.
تتوزّع المقاعد العشرة في الدائرة وفق الآتي: البترون (2 موارنة) والكورة (3 أرثوذكس) وبشرّي (2 موارنة) وزغرتا (3 موارنة).
يخوض باسيل هذه المرّة المعركة مجرَّداً من دعم النائب ميشال معوّض وتيار المستقبل الذي لم تُعرَف بعد وجهة تصويت جمهوره. فيما سينقسم الحزب القومي، المُنقسم أصلاً على نفسه، بين لائحتيْ باسيل وطوني فرنجية.
ينطبق الأمر نفسه مبدئيّاً على البلوك الشيعي الذي ستتوزّع أصواته بين الطرفين. لكنّ المعطيات تفيد أنّ موافقة حزب الله على رغبة باسيل بضمّ وليم طوق، القريب من تيار المردة، إلى لائحته سبّبت نفوراً بين الحزب والمردة. وفي هذا الإطار يردّد العارفون أنّ هذا الأمر دفع سليمان فرنجية إلى التهديد بالتحالف مع القوات. وأنه بانتظار جواب نهائي من الحزب بعدما أبلغ مندوب الحزب الذي زاره في بنشعي موقفه هذا.
يذكر أن هناك 2334 ناخباً شيعياً في دائرة الشمال الثالثة (1184 في الكورة و1061 في البترون) اقترع منهم 1156 في الانتخابات الماضية. في الكورة نال فايز غصن 358 صوتاً شيعياً، وفي البترون270 لجبران باسيل و192 لبطرس حرب.
لكنّ المعطيات تفيد أنّ موافقة حزب الله على رغبة باسيل بضمّ وليم طوق، القريب من تيار المردة، إلى لائحته سبّبت نفوراً بين الحزب والمردة. وفي هذا الإطار يردّد العارفون أنّ هذا الأمر دفع سليمان فرنجية إلى التهديد بالتحالف مع القوات. وأنه بانتظار جواب نهائي من الحزب بعدما أبلغ مندوب الحزب الذي زاره في بنشعي موقفه هذا.
ستتنافس القوى الحزبية على جذب أصوات تيار المستقبل الذي فَقَد قبطان سفينة الانتخابات، مع العلم أنّ الحريري دعا في انتخابات 2018 كوادر وجمهور التيار الأزرق للتصويت لـ”صديقه” جبران. ويبلغ عدد الناخبين السُنّة في الدائرة نحو 13 ألفاً.
لذلك ينصبّ التركيز على استمالة النائب السابق فريد مكاري بما يملك من “موْنة” على البلوك “الحريريّ”. وبات الأمر أصعب مع قرار الرئيس سعد الحريري بتعليق العمل في الحياة السياسية ودعوة عائلة تيار المستقبل إلى عدم الترشّح للانتخابات.
الصورة غامضة
عام 2018 حصدت لائحة تحالف باسيل-المستقبل-معوّض 32,825 صوتاً (3 مقاعد)، ولائحة القوات 36,978 صوتاً (3 مقاعد)، ولائحة المردة 40,369 صوتاً (4 مقاعد)، ولائحة “كلّنا وطني” 2,926 صوتاً.
بلغ الحاصل الانتخابي في الدائرة 11,653، وحلّ باسيل أوّلاً بالأصوات التفضيلية في البترون (12,269)، وفادي سعد ثانياً (9,842). في زغرتا طوني فرنجية (11,407)، وميشال معوّض (8,571). في بشرّي ستريدا طوق (6,677)، وجوزف إسحق (5952). في الكورة سليم سعادة (5,269)، وفايز غصن (4,251)، وجورج عطالله (3,281).
تبدو حتى الآن الصورة غامضة حول تركيبة الأسماء النهائية ووجهة التصويت في ظلّ وجود لائحتين تمثّلان قوى التغيير: “شمالنا” التي تسعى إلى تسجيل خرق في الدائرة يبلغ وفق أوساطها حاصلاً ونصف الحاصل، واللائحة المدعومة من الكتائب ومعوّض والتي يؤخَذ عليها “طابعها” السياسي. أمّا إذا توحّدت قوى التغيير فسنكون أمام مشهد انقلابي قد يرفع من نسبة التصويت ويؤدّي إلى مفاجآت في “دائرة الرؤساء”.
وللمرّة الأولى يلعب البلوك الاغترابي دوراً مؤثّراً في تحديد نتيجة الحواصل الانتخابية في الدائرة، خصوصاً أنّ “هواه معارض”. إذ سجّلت الشمال الثالثة أعلى رقم في نسبة ناخبي الاغتراب بلغ 26,714 مقترعاً مقارنة بـ 12,337 عام 2018.