اهم الاخبارمحليات

“أمرٌ سيؤثّر على مستقبل ‏لبنان ككيان”

 إكتمال العودة للإتفاق النووي الإيراني في فيينا في غضون اليومين ‏المقبلين، إذ أن إيران والولايات المتحدة وقوى عالمية أخرى تقترب من ‏إحياء الاتفاق النووي المُبرم عام 2015، هذا ما أكدته صحيفة “وول ‏ستريت جورنال”. ‏وعن تداعيات الإتفاق النووي على لبنان سواء سلباً أم إيجابا، قال المحلل ‏السياسي جورج : “هناك كلام كبير في الإعلام بأن ‏الاتفاق أصبح على قاب قوسين أو أدنى للتوقيع عليه، وبالتالي كانت ‏هناك مبادرة من قبل الولايات المتحدة الأميركية قبل أسبوع أم عشرة أيام ‏تقريباً عندما سمحت لشركات دولية أن تستثمر في الطاقة بأن تعاود ‏استئناف عملها مع إيران، وهذا كان من ضمن العقوبات المفروضة، ما ‏يعني أنها رفعت”. 
‏أضاف: “علينا أن ننتظر أولاً لطبيعة الاتفاق، ما هو وهل سيُلبّي ‏طموحات العديد من دول المنطقة؟ أم أنه فعلا سيكون نوع من التفاهم ‏الأميركي الإيراني يستثمر به الغرب، في هذا الاتفاق وفي المصالح ‏الإيرانية؟، أي هل سيكون هناك إنفتاح من الغرب على إيران”؟.‏

ورأى علم أن “الدليل على أن الاتفاق أصبح قريب المنال هو توجّه وفد ‏إسرائيلي رفيع المستوى الى فيينا منذ أيام قليلة، حيث التقى بالوفد ‏الأميركي المفاوض وتم البحث بمسودّة الاتفاق، لكن علينا أن نرى ما إذا ‏كان في القريب العاجل، وبالتالي دراسة بنوده ليُبنى على الشيء مقتضاه، ‏لأن الكثير من النقاط السريّة لا تزال قائمة”. ‏

ووفق التسريبات لا يختلف الإتفاق كثيراً عن إتفاق العام 2015، فماذا ‏يعني ذلك؟، بحسب علم “أولا علينا أن لا نأخذ من وجهة نظر معيّنة، ‏ولكن إذا كان هذا الكلام صحيحاً فمعنى ذلك أن هذا الاتفاق سيزيد من ‏تفاقم الأوضاع ما لم تكن هناك معالجات للتمدّد الإيراني في العديد من ‏دول المنطقة”. ‏

وسأل: “هل هذا الاتفاق سوف يشمل بطبيعة الحال ما تشكو منه دول ‏الخليج على مستوى الأمن؟، وهل سيتوطّد الأمن أم أن الأمور ستزداد ‏تفاقماً؟. كل هذه الإحتمالات تبقى مطروحة بانتظار ما إذا كان هذا ‏الإتفاق فعلاً صورة منقّحة عن اتفاق العام 2015 أم يحمل معطيات ‏جديدة. هذا الأمر يُنظر به عند صدور الإتفاق ومعرفة مضامينه”. ‏

وعن تداعيات الإتفاق على لبنان، أوضح علم أنه “إذا كان هناك من تفاهم ‏حول الدور الإيراني في الدول العربية، فباعتقادي أنه بطبيعة الحال هذا ‏الأمر سوف سيساهم الى حدٍ ما في الوصول الى نوع من التغيير في ‏الإداء السياسي القائم، طبعا الانتخابات ستجري عندئذٍ بمعطى مختلف، ‏أضف الى ذلك علينا أن نرى مدى التأثير الذي سيتركه على “حزب الله”، ‏هذا الأمر يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار أيضاً”. ‏

وأكد أنه “لذلك فالأمور تتغيّر إذا كان الاتفاق يشمل الدور الإيراني في ‏المحيط، وإذا لم يشمله لن يتغيّر المعطى السائد كثيراً”، لافتاً إلى حصول ‏‏”إجتماع بين رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ووزير خارجية إيران، تحت ‏شعار “تنقية علاقات لبنان مع دول الخليج”، والسؤال المطروح إذا ‏حصل الاتفاق هل سيجري إعادة التركيبة اللبنانية بتوازناتها الداخلية ‏بمعنى أن يتحوّل “حزب الله” إلى حزب سياسي دون أن يكون حزب ‏يملك السلاح والصواريخ الذكية والمسيّرات؟، هذه النقطة جوهرية فإيران ‏تستطيع أن تساعد في هذا المجال”. ‏

وأردف: “لكن إذا كان الاتفاق لا يشمل هذه النواحي فالمعادلة واضحة، ‏فكلام الأمين الأمين العام لحزب الله كان واضحا منذ أيام، والحديث عن ‏امتلاك مسيّرات”. وحذّر من أنه “في هذه الحالة من شأن ذلك أن يؤثّر ‏على الوضع الداخلي بشكل عام لأنه إذا بقيت التوازنات بهذا الشكل لا ‏يمكننا أن نبني دولة “الدويلة” أقوى منها، فهذا الأمر سينعكس على ‏مستقبل لبنان، لذلك نأمل أن يأخذ هذا الإتفاق الدور الإيراني في العديد ‏من دول المنطقة”.‏

وفي حال عدم أخذ هذه النقطة بعين الإعتبار إلى أين سيتّجه لبنان؟. أجاب ‏علم: “بهذه الحالة هل ستجري الإنتخابات؟ وفي حال جرت هل ستحمل ‏أي تغيير للذين يطالبون بالتغيير من قبل الولايات المتحدة إلى شريحة ‏واسعة من المجتمع اللبناني”، مُشدّدًا على أنّه “إذا إستمر حزب الله بهذه ‏القوة وهذه السياسة هذا الأمر سيؤثّر على مستقبل لبنان ككيان”. ‏

المصدر: ليبانون نيو


مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى