حقائق مهمة.. هل يُخلط لقاح كورونا بالماء في لبنان؟
بعد مرور أكثر من سنتين على جائحة كورونا يبدو ان الخطوات حول العالم تتسارع للدخول في مرحلة التعايش مع الفيروس ومتحوراته حيث تخلصت عدة دول من الإجراءات الاحترازية، فيما تتجه دول أخرى للتخلص من كل القيود التي فرضتها الجائحة
في لبنان انخفض في الفترة الأخيرة نسبياً عدد إصابات كورونا بعد الأرقام المرتفعة التي تم تسجيلها في بداية السنة واستقر مؤخرا ما بين 3 و4 آلاف إصابة يومياً مع استمرار تسجيل حالات وفيات.
الا ان عاملا جديدا برز يدعو للقلق فقد كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن وجود لقاحات منتهية الصلاحية في لبنان، وحتى عن خلط اللقاح بالمياه لزيادة الجرعات، فما حقيقة الأمر؟
رئيس “التجمع الطبي الاجتماعي اللبناني” وممثل الرابطة الطبية الاوروبية الشرق اوسطية الدولية في لبنان البروفسور رائف رضا كان أول من تطرق لهذا الموضوع، وهو لفت في حديث لـ “لبنان 24” إلى “استمرار تزايد حالات كورونا في لبنان بشكل مخيف ولاسيما وان الأرقام التي تصدر عن وزارة الصحة يجب ضربها بـ 5 يوميا كون الحالات غير المشخصة منتشرة في القرى والمدن”، مضيفا ان “اللافت هو كثرة الاصابات لدى الملقحين بـ 3 جرعات مقارنة مع الدول الأخرى”.
واستغرب رضا وجود نسبة كبيرة من الإصابات في صفوف من تلقوا الجرعة الثالثة، وسأل: “هل يتم خلط اللقاح بالماء لزيادة الجرعات بعد الحديث عن لقاحات منتهية الصلاحية؟ لماذا لم تستبدل اللقاحات المنتهية الصلاحية من الشركات؟ وهل شروط تخزين اللقاحات في ظل الانقطاع المستمر للكهرباء سليمة؟”.
كما تطرق إلى ظهور متحور أوميكرون الخفي السريع الانتشار المعروف حديثا BA2 وهو أخطر من أنواع كورونا وخاصة “دلتا” وخطورته تكمن أنه قد لا يكتشف عبر فحص الـ PCR بسهولة ويحتاج إلى التسلسل الجيني وعوارضه خطيرة وربما يتطلب الاستشفاء وحتى العنايات المركزة ويتنصل من المناعة عبر اللقاحات.
وقال: “نخشى دخول هذا النوع من المتحورات لبنان ونطالب بالتشدد عبر المطار من خلال اجراء فحص PCR للوافدين مع التسلسل الجيني وتحديد المختبرات القادرة لتشخيصه ومتابعة المصابين به بجدية خاصه مع بروز عوارض شديدة وعدم الاستخفاف به.”
انتهاء صلاحية اللقاحات
علمياً ان اللقاحات عادة تفسد بمعدلات أسرع من العقاقير الأخرى التي يمكن تخزينها، وفقاً لأستاذ كلية الطب بجامعة جورج تاون، جيسي غودمان.
فمع اقتراب الجرعات من نهاية صلاحيتها، “ربما لا تتسبّب في توليد الاستجابة المناعية المطلوبة نفسها”، بحسب غودمان، مما يُحوّل التطعيم القوي الذي يُفترض أن يُنقذ حياة شخصٍ ما إلى مجرد لقاحٍ ضعيف
ولا بد من الإشارة هنا إلى ان شركات لقاح عالمية عمدت إلى تمديد مهلة صلاحية الجرعات لـ 3 أشهر إضافية وذلك استنادا إلى دراسات قامت بها، ما يعني أن استخدامها يبقى آمناً بصرف النظر عن التواريخ المطبوعة على العبوات.
ماذا عن التخزين؟
إدارة الغذاء والدواء الأميركية، أوضحت في وقت سابق أن لقاحات فايزر على سبيل المثال يمكن تخزينها في درجة حرارة توفرها مبردات الصيدليات العادية، لمدة تصل إلى أسبوعين.
وبالتالي هذه الخطوة تخفف من المتطلبات السابقة لحفظ اللقاح في درجات حرارة منخفضة للغاية، تتراوح ما بين 60 و80 درجة مئوية تحت الصفر.
ويعتمد لقاح “فايزر” على تقنية “الحمض النووي الريبوزي المرسال” (mRNA) الجديدة، لإيصال التعليمات الجينية إلى خلايا الإنسان لتكوين جزء من فيروس كورونا.
ويتم تغليف جزيئات
“mRNA”
بمادة دهنية لحمايتها، مما يجعلها عرضة لأن تتحلل بسرعة أكبر من اللقاحات العادية إن لم يتم حفظها في
درجات حرارة منخفضة للغاية.
لكن بمجرد إخراجها من درجة التجميد العالية، يمكن تخزينها في درجة حرارة الثلاجة العادية التي تبلغ من 2 إلى 8 درجات مئوية لمدة تصل إلى 5 أيام، إنما لا يمكن إبقاؤها في درجة حرارة الغرفة العادية أكثر من ساعتين.
تأثير انقطاع الكهرباء
مع ارتفاع ساعات التقنين وتعذّر أصحاب المولدات عن تأمين الكهرباء بشكلٍ متواصلٍ قامت عدة مستشفيات في لبنان بوضع “خطة طوارئ كهربائية” لتدارك الوضع وتضمّنت سلسلة تدابير.
ويؤكد في هذا الإطار مصدر طبي لـ “لبنان 24” ان “المستشفيات ومراكز التلقيح مجهّزة كلّها بمولدات كهربائية وأجهزة UPS والوضع آمن حتى اليوم.”
ولفت إلى انه “في مستشفى رفيق الحريري الجامعي في بيروت تم تأمين مولد كهربائي من قبل وزارة الصحة لمركز اللقاحات بقوة 750 كيلو فولت أمبير، وبالتالي لا خوف عليه لناحية الصيانة أو من انقطاع المازوت، خصوصاً أنه تحت عهدة منظمة الصحة العالمية، إضافة إلى ذلك، هناك ما لا يقل عن مولدين تابعين للمستشفى، وأجهزة
UPS
بجودة عالية وقوة كافية، يمكن تشغيلهما لساعات.