“نريد التغيير”..هذه هي الانتخابات النيابية بعيون بعلبكية!
جاء في نداء الوطن:
بين التغيير المنشود الذي يطمح إليه البقاعيون، والحديث داخل الصالونات والأروقة السياسية عن ملل الناس وسخطهم على ممثليهم لدوراتٍ متتالية واستقدام مرشحين من خارج المنطقة وتكوينها، أسئلةٌ تطرح عن مدى استجابة «حزب الله» لأهالي المنطقة وسماع صوتهم.
تنشط اللقاءات والاجتماعات وتتزايد أعداد المرشحين من دون أن تتبلور صورة جدّية للمعارضة في دائرة بعلبك الهرمل، سوى تلك التي يترأسها حزب»القوات اللبنانية» وحلفاؤه. وتحت مسمياتٍ مختلفة من إئتلافات ونوادٍ وتجمعات، بدأت التحركات الإنتخابية في مسعى لبلورة صورة واضحة وتشكيل لوائح يمكن أن تنافس لائحة «حزب الله» من دون أن يسجل لهذه المسميات أي نشاطٍ يذكر سابقاً، وكأن المراد من ذلك تحقيق بعض المكاسب المادية في مكانٍ ما، أو تشتيت الآراء وتماسك المعارضين في سبيل زرع الشقاق لمنع أي نجاح أو تحقيق نتيجة مرجوة، فيما يسعى البعض الى جمع كافة القوى في سبيل المواجهة وتحقيق النجاح.
وإلى ان تتبلور الصورة أكثر، ترتفع الأصوات على امتداد البقاع تطالب بالتغيير داخل الأحزاب وخارجها. وفي هذا الإطار، ذكرت مصادر متابعة لـ «نداء الوطن» أن الناس اليوم تطمح وتسعى للتغيير وإحداث نقلة على صعيد الوجوه التي مثلت المنطقة ورافقتها على مدى عقود، لكنها ترى أيضاً أن الانتخابات قد تنسف في أي لحظة، وهناك مشكلة جوهرية في الجمهور البعلبكي والمرشحين حيث ينتظرون دائماً من يموّلهم ولا يقدمون على الخطوة من مبدأ التغيير، وقد أصبحت الوجوه التي تترشح دائماً شبه معروفة وتقليدية، والمعركة اليوم تحتاج الى مرشحين جدّيين، والماكينة الانتخابية التي يجب أن تعمل بوجه اللائحة الأساسية تحتاج الى التمويل والتدريب، مشيرة إلى أن الناس تواقةٌ للتغيير ولكن المطلوب مرشحون لهم حيثية شعبية وذات خلفية سياسية ونضالية، كذلك على المقلب الآخر نرى من يُنظّرون للتغيير يجلسون في منازلهم خلال فترة الاقتراع ولا يريدون أن يعبروا عن آرائهم في الصناديق.
وأضافت المصادر أن التسريبات التي تصدر حول ترشيح شخصيات من خارج النسيج البعلبكي والبقاعي وغير مسجلة ضمن نفوسها رغم وضوح القانون لجهة ترشح أي شخص عن أي دائرة انتخابية في لبنان، أثارت امتعاض الأهالي وكأنه لا يوجد في المنطقة اصحاب كفاءة وأهل خبرة، وذكرت أن العائلات والعشائر كانت دائماً سباقة في اختيار ممثليها، وممن يعبّرون عن توجهاتها، غير أن السياسة والأحزاب أدخلتهم في اتون البازارات وفرضت عليهم مرشحين وممثلين لسنوات، وتمسكهم من اليد التي توجعهم وهو قانون العفو العام، وعند كل استحقاق يخرج الى البازار السياسي وضمن المشاريع الانتخابية المراد تحقيقها، ويطرح بقوة خلال هذه الفترة، وتدوّر زواياه وكأن مذكرات التوقيف وبلاغات البحث والتحري والوثائق قد توقفت عن أبناء المنطقة وأصبحت سجلاتهم نظيفة، وتنشط اللقاءات مع الأهالي وتطلق الوعود ويبني عليها الشباب الآمال علّها تخرجهم الى الحرية، ليطوى الملف من جديد بعد انتهاء الاستحقاق.
وتتابع المصادر أن «حزب الله» يقف وقوف المتفرج على كثرة المرشحين واللوائح، يشجع بعضها في السرّ ويحارب الأخرى في العلن تحت مسميات واتهامات، وهو الرابح الأكبر من تعددها وتشتت الاصوات المعارضة، مضيفةً بأن المطلوب اليوم رص الصفوف والخروج بصيغة وأسماء ولائحة تكون العشائر والعائلات على رأسها وتعبّر عن الهم البقاعي وتوجهات الناس.
الامتعاض من التمثيل والوجوه الدائمة الحضور قد يلاقيه «حزب الله» وفق المعلومات بطرح وترشيح أسماء جديدة تكون مقبولة لدى الرأي العام البقاعي وبين العشائر والعائلات، وتمتص النقمة التي ارتفعت وتيرتها اخيراً، وهو الذي يبقي على أسمائه طي الكتمان حتى اللحظات الأخيرة، وتشير المعلومات أيضاً الى أن الحزب قد يلتفت الى تمثيل مدينة بعلبك نيابياً بعد المطالبة لسنوات ودورات من أهلها بتمثيلها، وهو خطا الخطوة الأولى عبر تمثيلها وزارياً بالدكتور حمد حسن في حقيبة وزارة الصحة، وقد يعود اليه المقعد النيابي بعد تحقيقه نجاحاً في الأداء، وكان حسن قد أشار في أكثر من مرة الى الموضوع وينشط اخيراً في العديد من المناسبات التي لها صلةٍ مباشرة بالناس.