استعراضات غادة عون… “الطاقة” ورطّت بعبدا وهذا ما أفضى إليه اتفاق الساعات الماضية!

إن كانت القاضية غادة عون في متابعتها لقضية مكتّف والخروقات القانونية والاستعراضات التي أتت على شكلّ خلع وتكسير وسيارة إسعاف قبل فترة، قد جعلت من نفسها حالة بحدّ ذاتها. فإنّ ما فعلته في ملف حاكم مصرف لبنان رياض سلامة أمس قد حوّلها إلى نجمة احتلّت الشاشات والعناوين.
عبر إرسال دوريات من أمن الدولة إلى مكتب سلامة ومنزله و”الشاليه” الخاص به، بالإضافة إلى تصريحات تلفزيونية أعلنت فيها استمرارها بملاحقته حتى إحضاره إلى قوس العدالة، هكذا تركت القاضية عون الجميع مذهولًا. باستثناء قلّة!
هذه القلّة لا ترتبط بعدد من الناشطين في “التيار الوطني الحرّ” الذين روّجوا للحدث قبل يومين من حصوله بل بمجموعة لا بأس بها من الصحافيين الذين لُمّح لهم بالاستعداد لخضّة كبيرة يُحضّر لها في ما يخص حاكم مصرف لبنان. إلّا أنّ ما ترقب الصحافيون حصوله في فترة عيد الميلاد تأجّل على ما يبدو إلى يوم أمس حيث فضح عدد من الناشطين “العونيين” المخطط قبل تطبيقه.
مصادر مطّلعة على الملف وكواليسه، أكدّت أنّ التأجيل لم يأتِ عن عبث بل تعمّدت الجهات المستفيدة هذا التوقيت بالذات للضغط على سلامة وإجباره على دفع الأموال المطلوبة لسلفة الكهرباء. وذلك مع إصرار وزير الطاقة وليد فيّاض المحسوب على بعبدا، الحصول على السلّفة بأي ثمن، فيما مصرف لبنان لم يبدِ حماسة تجاه ذلك ولم يعلن استعداده لتمويل مشروع عُرف بالهدر الدائم.
لافتة إلى أنّ كلّ جولات القاضية غادة عون تأتي بالتزامن مع ملفات حسّاسة يرفض سلامة تطبيق أوامر بعبدا و”التيار” فيها.
وفي هذا السياق، تتحدث المصادر عن الحملات السابقة التي قادتها غادة عون بالتزامن مع هجمات إعلامية، حين رفض سلامة الاستمرار بتطبيق الدعم في ظلّ التهريب الذي كان نشطًا والهدر. كما أنّ السيناريو ذاته تكرر مع أزمة المحروقات والدعم المرتبط بهذا الملف.
ما فعلته القاضية غادة عون خلق جدلًا قانونيًا كبيرًا، لم ينتهِ حتى الساعة. وعلى الرغم من كلّ ما يتم تداوله فإنّ خطوتها قانونية وهذا صحيح. إلّا أنها تناور من باب معرفتها بالقانون ومن هذا المنطلق لم تتسلّم حتى الساعة طلب الردّ المقدّم من الحاكم ضدّها وبذلك تضمن لنفسها ممارسة الاستعراضات الأخيرة كما تضمن للجهة المحرضة لها تحقيق المكاسب المنتظرة.
ووفقًا للمعلومات فإنّ الخوف كان يرتبط بتمادي القاضية عون أكثر. الأمر الذي لا يهدد فقط الموازنة والمفاوضات المستمرة مع صندوق النقد وإنما قد يؤدي أيضًا إلى ارتفاع غير مسبوق وأكبر بسعر صرف الدولار في السوق السوداء. إلّا أنّ مصادر رفيعة، أكدت لـ “السياسة” أنّ اتصالات الساعات الأخيرة انتهت بالاتفاق على إقفال ملف سلامة خاصة أنّ التوقيت لا يسمح بخضات من هذا النوع لتحقيق مكاسب انتخابية ولا للابتزاز.
المصدر: السياسة