ملفات لبنانية مرتبطة بمفاوضات فيينا.. إليكم التفاصيل
جاء في “المركزية”:
فيما لم تصل بعد مفاوضات فيينا إلى خواتيمها المنتظرة بفعل حزم الشروط والشروط المضادة بين ايران ودول الخمس +١، ترى أوساط سياسية لبنانية معارضة أن ثمة ثلاثة مسارات لبنانية مترابطة ومتلازمة بفيينا ولو بشكل غير مباشر، بمعنى انها تتأثر بما يحصل هناك وما قد ينبثق منه وهي: الاستحقاق الانتخابي، ترسيم الحدود البحرية مع اسرائيل، وورقة شروط دول الخليج. فما مدى دقة وجهة النظر هذه؟
السياسي اللبناني الدكتور توفيق هندي يوضح لـ “المركزية” أن “ما من مواضيع محدّدة خاصة بلبنان تناقش في فيينا. هذه المفاوضات قائمة فقط على موضوع واحد هو النووي الإيراني، اما قضية الصواريخ والتمدّد الإيراني في المنطقة فلا تطرح على طاولة المباحثات. بالتالي، لا يثار الموضوع اللبناني في فيينا. ويتخوّف البعض من نتائج المفاوضات إذا قبلت إيران بالشروط المفروضة عليها والشروط المضادة، حينها هذا البعض يعتبر أن لبنان سيوهب هديّة لها، ويصبح ضحية نجاح فيينا”.
ويعتبر أن “من الصعب على المفاوضات أن تنجح لأن شروط إيران ضخمة جدّاً، خصوصاً وأنّها لا تريد العودة إلى وضعها السابق وهي تطوّر مشروعها النووي العسكري بشكل يجعلها قادرة على إنتاج القنبلة النووية. وإذا توصّلت المفاوضات إلى نتيجة، الشروط الوحيدة الممكن أن تقبل بها إيران هي: أوّلاً، أن تحصل على أموالها من القطاع المصرفي الدولي والتي تقدّر بمئة مليار دولار. ثانياً، رفع العقوبات لا سيّما التي تمنعها من التجارة. ثالثاً والأهمّ، أن تعطي الولايات المتّحدة ضمانة بعدم التراجع عن الاتفاق مرّة جديدة ويعرف الإيرانييون أن هذا مستحيل، ما يجعل الضمانة بالنسبة لإيران تجميد المشروع النووي وأي خروج عن الاتفاق يعني استئناف التخصيب حيثما وصل. وهذا الحدّ الأدنى الممكن أن توافق عليه طهران. لكن، من الصعب الوصول إلى الاتفاق حتّى ولو أن الرئيس الأميركي جو بايدن يريده بشدّة، إلا أن وضعه الداخلي أصبح صعباً والمعارضة له قوية والانتخابات النصفية على الأبواب في حين أن احتمال خسارته خلالها كبير، ما يعني سيطرة الجمهوريين على الكونغرس”.
ويلفت هندي إلى أن “بغضّ النظر عن نتائج فيينا، ستواصل إيران مسيرتها في محاولة وضع اليدّ على المنطقة، وهنا من المتوقّع أن يفعّل “حزب الله” محور المقاومة وفيلق القدس، علماً أنه المكوّن الرئيسي للفيلق وللمحور. كما أن السيد حسن نصرالله بات عملياً خليفة قاسم سليماني وهو قائدهما الفعلي”.
أما بالنسبة إلى ترسيم الحدود البحرية، فيشير إلى أنه “يمكن أن يعتبر نوع من التطبيع بين لبنان وإسرائيل وليس ترسيماً للحدود بين لبنان وفلسطين المحتلّة كما يدّعي السيد نصرالله. والموقف الأميركي يريد أن يسمح لإسرائيل باستخراج النفط من الحدود اللبنانية من دون اي اعتراض من الحزب”، سائلاً “ألا يمكن للدولة اللبنانية استخراج النفط والغاز من البلوكات غير المحاذية لا لإسرائيل ولا لسوريا؟ ربما يكون السبب أن الغلّة لم تقسم بعد فيما بين مكوّنات الطبقة السياسية المارقة بعد أو ربما من الممنوع أن تحلّ القضايا الاقتصادية اللبنانية، طالما “حزب الله” يقبض على الوضع الداخلي بتفاصيله”.
وفي ما خصّ الورقة العربية، يرى هندي أن “الموقف العربي لبناني قبل أن يكون عربيا، لكن لبنان الرسمي عاجز عن التعاطي معه بشكل إيجابي لأن السلطة الفعلية في يد الحزب والدولة الرسمية شكلية ولا يمكن للحكومة اتّخاذ اي موقف يضرّ بالحزب، لا سيما قضية الـ 1559 والسلاح غير الشرعي وحتّى عدم التعرض للدول العربية”.
ويختم “خلاص لبنان غير ممكن من دون هاتين القاعدتين: الأولى، تظهير رأي عام لبناني قوي بأن البلد يرفض الاحتلال الإيراني والطبقة السياسية المارقة القاتلة. والثانية، انتظار الظروف الدولية والإقليمية لتتناسب مع تحقيق الأهداف هذه. على اللبنانيين أن يؤكّدوا على موقفهم الوطني هذا خارج مؤسسات دولة غير موجودة”.