قرع طبول الحرب حول أوكرانيا
أعلن المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، أن الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأميركي جو بايدن بصدد إجراء اتصال هاتفي، مساء اليوم السبت، فيما تقرع طبول الحرب بسبب الأزمة الأوكرانية حيث تزيد التكهنات الأميركية والأوروبية بغزو روسي وشيك على كييف.
وقال بيسكوف للصحافيين: “بالفعل، طلب الجانب الأميركي الاتصال بالرئيس بوتين، ومن المخطط إجراء المكالمة بين الرئيسين مساء الغد بتوقيت موسكو”.
وأضاف أنه “كان هناك طلب خطي من الجانب الأميركي بهذا الصدد”.
ويأتي ذلك بعد إعلان البيت الأبيض أن الرئيس بايدن سيتصل بنظيره الروسي “في القريب العاجل”، وسط المخاوف الأميركية بشأن تحضير روسيا المزعوم “لغزو” أوكرانيا.
وشدد بيسكوف، بحسب ما نقلته وكالة الإعلام الروسي، على أن الولايات المتحدة هي التي طلبت إجراء الاتصال.
ونقلت وسائل الإعلام الروسية عن بيسكوف قوله، إن بوتين سيتحدث مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أيضاً في نفس اليوم.
وحدّد الرئيس الأميركي جو بايدن، في مؤتمر بالفيديو مع زعماء دول الغرب والاتحاد الأوروبي والناتو، موعد “غزو” روسيا لأوكرانيا في 16 شباط الحالي.
ووفقا لصحيفة “بوليتيكو” ، اختلف الأوروبيون مع بايدن، في تقدير توقيت وحتمية التصعيد، وشدد أحد المسؤولين الأوروبيين على أن الاتحاد الأوروبي “لن يبتلع” مثل هذه الأشياء.
وأضافت الصحيفة، نقلا عن مصادر مطلعة لم تحددها: “خلال حديثه مع القادة الغربيين، الذي استمر ساعة، حدد الرئيس بايدن يوم 16 شباط للهجوم الروسي”.
ونقلت الصحيفة، عن العديد من المسؤولين الأميركيين، أن “روسيا ستشن هجومها على أوكرانيا في وقت مبكر من 16 شباط. وأخطرت واشنطن الحلفاء أنه قد تسبق ذلك سلسلة من الضربات الصاروخية والهجمات الإلكترونية”. ونوهت الصحيفة بأن محاوري بايدن شككوا بمعطيات المخابرات الأميركية. وقالت: “أشار الأوروبيون إلى أن لديهم معلومات مغايرة. وقال مسؤول بريطاني إنه لديهم تفسيرات مغايرة للمعلومات الاستخبارية المتعلقة بيوم 16 شباط”.
من جانبه، أعلن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أنه سيتحدّث مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، السبت، في محاولة أخيرة لتجنّب غزو روسي محتمل لأوكرانيا.
وقال بلينكن في مؤتمر صحفي في فيجي: “لا نزال نرى مؤشرات مقلقة جدًا إلى تصعيد روسي بما في ذلك وصول قوات جديدة إلى الحدود مع أوكرانيا”.
وتابع: “إذا كانت روسيا مهتمة فعلًا بحلّ الأزمة التي افتعلتها بنفسها، من خلال الدبلوماسية والحوار، فنحن مستعدّون للقيام بذلك”.
وأضاف: “لكن يجب أن يحصل ذلك في إطار تخفيف التصعيد. حتى الآن، لم نرَ إلّا تصعيدًا من جانب موسكو”.
من جانبها، أشارت وكالة بلومبرغ الأميركية، التي سبق أن أبلغت عن طريق الخطأ عن بدء عملية “غزو” روسيا لأوكرانيا، إلى أن “الهجوم” سيحدث في يوم 15 شباط.
هذا وقررت الولايات المتحدة إرسال 3 آلاف جندي إضافي إلى بولندا خلال الأيام القليلة المقبلة “لمحاولة طمأنة حلفاء الناتو”، الأمر الذي وصفه مسؤولون بأنه “انتشار كبير”.
وكان البنتاغون أعلن، الجمعة، أن رئيسي الأركان الأميركي الجنرال مارك ميلي، ونظيره الروسي الجنرال فاليري غيراسيموف، تحادثا هاتفياً الجمعة.
وقال المتحدث باسم هيئة الأركان الأميركية الكولونيل ديف باتلر، إن رئيسي الأركان “ناقشا العديد من القضايا الأمنية المثيرة للقلق”، مشيراً إلى أنّه جرياً على عادتهما، اتفقا على عدم نشر فحوى ما دار بينهما.
وكشفت مصادر أميركية مطلعة أن الولايات المتحدة وحلفاءها لديهم معلومات استخباراتية جديدة تشير إلى أن روسيا يمكن أن تشن هجوماً على أوكرانيا قبل نهاية الألعاب الأولمبية، حسب شبكة “سي إن إن” CNN الأميركية.
ويأتي الكشف عن المعلومات الاستخباراتية الجديدة في الوقت الذي كثف فيه مسؤولو الإدارة بشكل كبير من تحذيراتهم العامة المتعلقة بأوكرانيا خلال الـ 24 ساعة الماضية.
وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن يوم الجمعة، إن الغزو الروسي لأوكرانيا “يمكن أن يبدأ في أي وقت”، بما في ذلك خلال دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في بكين، ولا تزال الولايات المتحدة “ترى علامات مقلقة للغاية على تصعيد روسي، بما في ذلك وصول قوات جديدة إلى منطقة الحدود الأوكرانية”.
ومن بين الأهداف الروسية هي العاصمة كييف، كما قالت ثلاثة مصادر مطلعة على المخابرات الجديدة لشبكة CNN.