كوسبا تودع غصن
ودعت بلدة كوسبا النائب فايز غصن في مأتم رسمي وشعبي مهيب وترأس صلاة الجنازة متروبوليت طرابلس والكورة وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران افرام كرياكوس، عاونه راعي أبرشية طرابلس المارونية المطران يوسف سويف وكهنة الرعية الأبوان موريس إسبر وجورج يوسف ولفيف من كهنة الرعايا في الكورة.
وحضر مراسم الجناز ممثل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وزير الدفاع الوطني موريس سليم، ممثل رئيس مجلس النواب نبيه بري النائب علي درويش، ممثل رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي وزير الطاقة والمياه وليد فياض، ممثل الرئيس سعد الحريري النائب هادي حبيش، ممثل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي راعي أبرشية طرابلس المارونية المطران يوسف سويف، ممثل بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس يوحنا العاشر رئيس دير سيدة البلمند رومانس الحناة، وزير الاتصالات جوني القرم، النواب: طوني فرنجيه، جورج عطا الله، جهاد الصمد، اسطفان الدويهي، سليم سعادة، وشامل روكز، ممثل قائد الجيش العماد جوزاف عون العميد فراس ترشيشي، الوزراء السابقون: يوسف سعادة، ميشال النجار، الياس بو صعب، وخليل الهراوي، النواب السابقون: رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجيه وعقيلته ريما، إميل رحمه، كريم الراسي، فادي كرم وطلال المرعبي، ممثل المدير العام لأمن الدولة اللواء طوني صليبا العقيد جان فنيانوس، قائمقام الكورة كاترين كفوري، رئيس مكتب مخابرات الجيش في الكورة العقيد نجيب النبوت، رئيس مرفأ طرابلس السابق أنطوان حبيب، ورؤساء بلديات وفاعليات من الكورة وحشد من المؤمنين.
بعد الصلاة، ألقى كرياكوس كلمة البطريرك يوحنا العاشر قال فيها: “أيها الأحبة، يغادرنا اليوم إلى لقيا وجه المسيح شخص عرفته وأحببته. يغادرنا إليه، وهو المتكئ إلى مراحمه الإلهية وإلى شفاعة العذراء مريم وقديسيه مار سرجيوس وباخوس. في المسيحية نسمي الموت رقادا، فهو بالتالي سفينة عبور من هذه الفانية إلى دار البقاء الأبدي. يعز علينا الفراق بشريا، لكن عزاءنا أن الله يتقبل نفس الفقيد ممشوحة بصلوات أحبته وبأثره الطيب”.
أضاف: “فايز غصن الوجه البشوش هو مثال ذلك الشخص الطيب ذي الأثر الطيب. عركته السياسة ولم تأخذه بنارها. كوته السنوات خبرة ومحبة ذابت خدمة لكوسبا وللكورة وللبنان. وكابن لأرز لبنان، وضعته الأقدار على سدة وزارة الدفاع مدافعا عن بلد أحبه بحب ناسه من القلب ومن الصميم. وكابن للكنيسة الأرثوذكسية، سكب إيمانه محبة وخدمة نحو الآخر من كل الأطياف. عزاؤنا اليوم أنه يغادرنا وفي جعبته بخور صلاته التي عبر عنها خدمة ومحبة لله عبر ما قدم وما سكب في الإنسان الذي أحب والوطن الذي عشق. أتقدم بالتعزية من عائلته الكريمة ومن أهلنا في كوسبا والكورة ومنكم جميعا إخوتي الحاضرين، ألا فليشمله المسيح إله الرحمة بفيض مراحمه وليضئ عليه بنوره السماوي آمين. فليكن ذكره مؤبدا”.
بعدها، تمت تلاوة الرقيم البطريركي وجاء فيه: “نضم بركتنا الرسولية إلى بركة أخينا صاحب الغبطة يوحنا العاشر لتشمل أعزاءنا يونا باخوس حكيم، زوجة المرحوم النائب فايز ميشال غصن، وابنتيه وشقيقه وشقيقته وحماته وعائلاتهم، وسائر ذويهم وأنسبائهم في الوطن والمهجر المحترمين. ننضم إليكم بعميق الأسى في وداع عزيزكم وعزيزنا النائب فايز ذي الوجه المشرق في البرلمان اللبناني ولجانه، ووزير الدفاع المندفع والملتزم في حكومة عام 2011 برئاسة الأستاذ نجيب ميقاتي.
ومعكم نرافقه بصلاة الرجاء في عبوره إلى بيت الآب في السماء، لينعم بالمشاهدة السعيدة. فالمسيح الذي أشركه بآلامه، يشركه الآن وإلى الأبد بمجد القيامة. المرحوم النائب فايز ميشال غصن هو إبن بلدة كوسبا العزيزة المشرفة على بساتين زيتون الكورة التي تعلم منها العطاء الدائم وخدمة الناس، في دارته المنفتحة دائما لإستقبالهم والسماع إليهم وتسهيل أمورهم.
في بيت وأسرة كريمتين تربى على القيم الروحية والأخلاقية إلى جانب شقيقه العزيز فادي رفيق دربه وداعمها في شأنها العام، وشقيقة جسدت حنان الأم. تعاهد مع زوجته السيدة يونا باخوس حكيم على حياة زوجية مخلصة وسعيدة، باركها الله بكريمتيهما نادين وكارين. فأمنا لهما أحسن تربية وعلم، وسرا بهما تؤسسان عائلتين رضيتين، وكان الأحفاد بهجة القلب ومحط حبهما وحنانهما.
إننا في كرسينا البطريركي في الديمان سنفتقد زياراته المعتادة أثناء فترة الصيف، وإخلاص عاطفته، وصفاء ابتسامته، ومشاعر قلبه. فإعرابا لكم عن مواساتنا نوفد إليكم سيادة أخينا المطران يوسف سويف، رئيس أساقفة أبرشية طرابلس السامي الاحترام، ليشارك باسمنا في حفلة الصلاة لراحة نفسه، وينقل إليكم تعازينا الحارة. المسيح قام. عن كرسينا في بكركي، 24 تشرين الأول 2021″.
وألقى كرياكوس كلمة جاء فيها: “نودع اليوم إنسانا مميزا بشخصيته الوزير الحبيب فايز غصن هو من بين الذين يتعاطون الشأن العام والأمور العامة، وكل ذلك مصحوب بروح الخدمة والعطاء المجاني، مع أشخاص أكفاء يعاونوه كل في اختصاصه”.
وتحدث عن “محبة غصن لبلدته العزيزة كوسبا ومنطقة الكورة الخضراء، وتقديمه الخدمات إلى كل انسان محتاج”، مؤكدا أنه “بقي إنسانا متواضعا، رغم كل المناصب، وإلى جانب كل ذلك عنايته بعائلته وكنيسته كإنسان مؤمن بربه وإلهه الذي أعطاه الصدق والحكمة والتضحية”.
وفي الختام ، تقبلت العائلة في صالون الكنيسة التعازي، الذي يستمر حتى يوم الغد.